أخبار السودان :
العدو يفقد توازن نسيجه العصبي
لم يعش الكيان الصهيوني الغاصب اضطرابا وارتباكا في كل منظومته الامنية والسياسية والاعلامية كما هو الحال بعد احداث السابع من اكتوبر التي تسببت بحسب محللين صهاينة في فقدان التوازن على كامل النسيج العصبي للكيان ، وخاصة منظومته الأمنية ، وعلى رأسها الجيش
وظهر ذلك بشكل مبكر في تجزئة القتلى ، اذ قالت المؤسسة الامنية
أن خسائرها في ذلك اليوم (السابع من اكتوبر) بلغت ثلاثمائة واثنين وعشرين ضابطاً وجندياً ، من أصل أكثر من ألف وخمسمئة قتيل إسرائيلي ، في تجاهل تام لضباط وعناصر الشرطة الذين قتلوا في “سديروت” وغيرها، وعددهم تجاوز الستين ، والأهم تجاهل ضباط جهاز الشاباك العشرة الذين سقطوا في ذلك اليوم ، والهدف واضح ، الحرص على تخفيض عدد القتلى العسكريين.
وانعكس فقدان التوازن سريعاً في مواجهة أول عملية فدائية خرجت من لبنان ، ونفذتها في حينه سرايا القدس ، وتحديداً في العاشر من أكتوبر ، حينما ظهر الارتباك الصريح في بيان الجيش الإسرائيلي ، والذي اعترف بإصابة سبعة جنود بينهم اثنان بجراح خطيرة ، ولكنه احتاج بضعة أيام ليعترف أن العملية أسفرت عن مقتل نائب اللواء 300 في الجيش المقدم عليم سعد وهو من أصل عربي ، وإلى أيام أخرى لاحقة ليكشف أنه قتل في العملية أربعة من ضباطه وجنوده.
واللافت أنه منذ الإعلان عن مقتل هذا الضابطظ، وهو من أصل عربي ، لم يعلن حتى الآن عن أسماء لقتلى في الجيش من أصل عربي في مواجهات غزة ، بالشكل الذي يعكس نسبتهم في جيش الاحتلال ، فهناك على الأقل 8% من أصل درزي في “جيش” الاحتلال ، وطالما كانوا في مقدمة حروب الجيش الإسرائيلي ، فهل التكتم على القتلى من هذه الشريحة، يأتي في سياق شعور هذه الأقليات المتورطة ، بالخزي جراء المشاركة في مذابح غزة بحق الأطفال والنساء والشيوخ ، وقد قارب عددهم أن يصل العشرين ألفاً من الشهداء.
وعبر الحدود اللبنانية المشتعلة منذ الثامن من أكتوبر، ظهر أول تناقض إسرائيلي داخلي في بيانات الخسائر البشرية ، ففي الوقت الذي ظل الجيش يتكتم على خسائره في القتال مع حزب الله ، بشكل حاد ، لكي يتجنب الضغط الداخلي لفتح جبهة حرب كاملة في ظل عجزه في غزةظ، عندما أعلن مستشفى نهاريا في الأيام الأولى للمواجهة عن استقبال مئات الجنود الجرحى ، فكيف الحال وحزب الله ضاعف هجماته بعد الحرب البرية على غزة ، وأدخل صواريخ بركان؟
وقد رفضت المشافي الإسرائيلية التقيد بتعليمات الجيش ، الذي طلب أن لا تصدر المشافي أي بيانات حول استقبال الإصابات وطبيعتها ، إلا بعد أن يصدر الناطق باسم الجيش بياناته ، وظل الجيش في واد ، والمشافي في واد آخر ، بما فضح المنظومة الإعلامية والرقابية للكيان بمجملها ، واستدعى ذلك دخول الصحافة على الخط ، وهذه المرة ليست صحيفة هآرتس المعارضة ، والمهددة من وزير الاتصالات بالإغلاق ، على خلفية ما كشفته من قصف إسرائيلي للحفل الغنائي في السابع من أكتوبر ، ولكنها يديعوت أحرونوت ، التي نجحت في تحقيق سبق صحفي في حقيقة الخسائر البشرية في الحرب.
سليمان منصور