أخبار السودان : السودان ليس جزيرة منعزلة عن الإقليم والعالم، يُؤثِّر في الأحداث وتُؤثِّر فيه، وليس من معنی للقول إنّ العالم ليس معنياً بما يحدث في بلادنا.
نحن نتحدّث عن المجازر والانتهاكات التي تحدث، ونطالب العالم بإدانتها، وبالتضامُن مع نضال شعبنا، العالم يفعل ذلك، ولكنه ينظر أيضاً للأبعاد السياسية ويقول رأيه فيها. من حقه أن يفعل ذلك، ومن حقنا أن نقبل أو نرفض أو ننتقد المداخل الخاطئة.
هذه مقدمة، قد تكون فيها تكرارٌ للبديهيات، وعذراً لإيرادها، لكنها ضرورية لنقول للعالم، وللأمم المتحدة، وبعثة يونيتامس، إنّ المداخل الخاطئة ستقود لنتائج خاطئة، وإن عليهم قراءة الوقع الحالي، ومعرفة الثوابت التي تتّفق عليها الجماهير التي تسير في الشوارع منذ 25 أكتوبر، رفضاً للانقلاب وما ترتب عليه.
ستختلف هذه المجموعات على التفاصيل، والخلاف شئ طبيعي، لكنها تتّفق على مبدأين أساسيين:
- خروج مجموعة المكون العسكري الحالية من المشهد السياسي، هذا أمر يمثل مطلباً أساسياً للجماهير لن تجد أي فئة أو مجموعة أو قوة سياسية تختلف عليه، وبالتالي إن كانت هناك مقترحات يجب أن تركز علی استراتيجية الخروج (Exit Strategy).
- لا يُمكن الرجوع للوضع الذي كان سائداً حتی يوم 24 أكتوبر، فقد سبق السيف العزل، وقفل الانقلاب العسكري الطريق لذلك، وبالتالي فإنّ المطلوب هو التفكير في علاقة مُختلفة ودور محدد للمؤسسة العسكرية في إطار دورها المهني.
الحديث عن حوار مفتوح أو مائدة مُستديرة بالشكل الهلامي المفتوح لن يكون مُفيداً، وإنّما سيعيد تكرار متلازمة الفشل الأممي التي حدثت في بلاد كثيرة.
المصدر: صحیفة السوداني