الدكتور ايمن الظواهري ومن قبله شيخه أسامة بن لادن ، وقادة أصغر فى تنظيم القاعدة لقوا حتفهم على يد من عملوا لصالحه ، ونفذوا مشاريعه بعلم او جهل ، ومثلهم أيضا قادة داعش الذين اغتالتهم الطائرات المسيرة الأمريكية سواء كانوا فى مناطق يسيطر عليها حلفاء أمريكا كمن قتلوا فى مناطق قصد بسوريا او اخرين قتلوا فى مناطق تسيطر عليها حكومات متصالحة مع أمريكا وليست فى حالة عداء معها ، كما فى حالة الظواهرى المقتول فى كابول ، والزرقاوى وغيره ممن قتلوا فى العراق ، واولئك الذين قتلوا فى مناطق لاوجود لحكومات فيها ، كمن تم اغتيالهم فى اليمن والصومال ، وما يجمع بين هذه العمليات كلها انها تانى فى اوقات يكون القادة الامريكان فى حاجة الى امر يشغل الراى العام فى بلدهم عن مشاكل يواجهونها ، أو لدفع حالة إحباط يمرون بها نتيجة انخفاض حاد فى شعبيتهم ، خاصة مع اقتراب مواسم الانتخابات سواء الرئاسية او البرلمانية.
الظواهرى كأحد ابرز قادة تنظيم القاعدة الإرهابى المجرم خلف شيخه أسامة بن لادن على قيادة التنظيم الإرهابى ويعتبر كما شيخه مسؤولا عن جرائم ارتكبت بحق المسلمين والإنسانية جمعاء وهما من قادة الإرهابيين فى العالم ، وكغيره من الإرهابيين هم ابعد الناس عن الإسلام وسماحته واخلاقه وتعاليمه التى تدعو الى احترام الإنسان كإنسان وترفض بشكل قاطع الظلم والطغيان ، وقد وقعت هذه التنظيمات الارهابية فى مخالفات جوهرية كبيرة جعلت منها احدى المعاول التى يستخدمها الاعداء فى تشويه صورة الإسلام والمسلمين ، وتوظيفهم بعلم منهم او جهل فى تقديم مبررات للرأى العام فى الغرب حول الأسباب التى حملتهم على استهداف مناطق المسلمين ، وشن الحرب عليهم ، واحتلال أراضيهم ، كما حدث فى العراق وسوريا وافغانستان وليبيا والصومال واليمن ، وغيرها من المناطق التى يعربد فيها الامريكان فيسرقون خيرات هذه البلدان ويقتلون شعوبها ، وإحدى وسائلهم للوصول إلى مبتغاهم هذه التنظيمات المشبوهة وقادتها الإرهابيين الذين عبر توظيفهم يصل عدوهم إلى ما يريد فى حالة من حالات الغباء والاستحمار.
أسامة بن لادن والدكتور ايمن الظواهري والزرقاوى وغيرهم من ارهابيى القاعدة ، وابوبكر البغدادى ومن جاء بعده من ارهابيى داعش ، وغيرهم من قادة التنظيمات الارهابية كلهم أدوات توظفهم أمريكا وتصل بهم إلى ما تريد تحقيقه من نتائج ، وفى لحظات تحتاج بحسب وضعها الداخلى او الخارجى الى صناعة حدث والاستثمار فيه لتحقيق ما تصبو اليه فتاتى عمليات اغتيالهم فى هذا السياق ، فلا عداء حقيقى بينهم وامريكا التى اسست تنظيمات بعضهم ورعت ومولت أنشطتهم ووظفتهم بما يخدمها ويحقق لها مبتغاها ، فيكون نشاطهم والابقاء عليهم لتوظيفهم فى سبيل مصالحها وعمليات اغتيالهم أيضا توظيفا للخروج من ازمات داخلية يعانون منها ، وبحثا عن حلول قد توفرها عمليات الاغتيال ، وفى النهاية نكون أمام مشهد واضح يفيد بأن إرهابيا كبيرا (أمريكا ) أسس ورعى وحمى إرهابيين صغارا (أسامة بن لادن والظواهرى والزرقاوى والبغدادى وغيرهم من الإرهابيين ) ووظفهم لخدمة أغراضه والوصول الى أهدافه حتى إذا قرر ان قتلهم يخدمه قتلهم ، ونقول ان الظواهرى كغيره من الإرهابيين عميل قتل على يد مشغليه الإرهابيين.
سليمان منصور