الضفة الغربية ترعب وتربك الاحتلال
لايمر يوم الا وتنضم المزيد من مناطق الضفة الغربية الى مسيرة المقاومة ، وتزداد عمليات الشباب الفلسطينى ضد الاحتلال الصهيونى ، ليزداد الاحتلال ارتباكا ورعبا من سقوط مشاريع التسوية شعبيا ، وان ظلت حكومة الرئيس محمود أبو مازن تتمسك بها وتنتقد الاحتلال على حياء مطالبة اياه بالالتزام باتفاقية أوسلو التى رفضها الشعب تماما واسقطها ولم يبق لها إعتبار عنده.
ففى الايام الماضية مثلا كان حصاد الضفة مشرفا من العمليات المقاومة ونتائجها التى اثبتت ان شعب الضفة قد حسم قراره واختار المقاومة وسيلة لتحقيق الكرامة.
وفى غضون اسبوع كانت الضفة تحتفى بارتقاء أربعة شهداء ، وايقاع تسع وعشرون اصابة فى صفوف المحتلين الصهاينة ، وعملية طعن واحد استهدفت احد المحتلين ، وثمانية عشر عملية إطلاق نار ضد العدو ، ومائة وتسع مواجهة مع جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين ، مما أدخل الرعب الكبير فى نفوس المحتلين ، واربك منظومتهم الامنية ، وهى التى لم تكن تحسب حسابا لهذه التطورات.
وقد اجمعت الاوساط الصهيونية ان الضفة الغربية المحتلة باتت خارج السيطرة الكاملة للقوات الاسرلئيلية والاجهزة الامنية للاحتلال ، وان كل عملية للجيش الاسرائيلى اضحت تواجه برد كبير من قبل المقاومين ، الذين اتسع نشاطهم ، وزاد عدد حاملى السلاح فى وسطهم ، وارتفع مستوى تدريباتهم على استخدامه ، واثبحز القلق يسيطر على العدو من إمكانية تحركهم من كل زواية وفى اى لحظة
وتعتبر الاوساط الصهيونية ان هذا التطور الخطير الذى طرا على الضفة الغربية يحمل السلطة الفلسطينية فى رام الله مسؤولية التصدى لشباب الضفة ومنعهم من الاستمرار فى المقاومة ، لان هذه الخطوات تعتبر اسقاطا عمليا لمشاريع التسوية ، ويدعون إلى مساعدة السلطة فى بناء أجهزتها الامنية والعسكرية ، ودعمها التام ، وجعلها هى التى تتولى مواجهة شعبها ، ويرون ان الجيش الاسرائيلى فقد بسبب ضعف السلطة الفلسطينية القدرة على ملاحقة المقاومين وتوقيفهم والسيطرة عليهم ، وان العمل على تقوية أجهزة السلطة يفيد فى تقليل فرص مواجهتهم مع الشباب الثائر فى الضفة ، وايقاف مطلوبين والسيطرة التامة على الأمن فى الضفة
بعض المحللين الصهاينة خلصوا إلى أن السلطة الفلسطينية تستطيع تخفيف المد الثورى فى الضفة لكنها لاتريد.
إن عجز قوات الجيش وامن العدو عن وضع حد لنشاط المقاومين فى الضفة جعل من هذه القوات أضحوكة ، وهى التى تدعى انها الجيش الذى لايقهر.
ووسط الاحتقان والاستتفار الصهيونى فى مدن الضفة الغربية ، جاءت العملية الفلسطينية البطولية ، عند مدخل بيت آمر شمال الخليل ، إذ نجح شاب فلسطينى فى التسلل واقتحام موقع عسكرى واحراق برج المراقبة ، بينما كان جنود العدو الاسرائيلى نائمون مما ادى الى اصابة سبعة منهم بعضهم إصابته بالغة ، وتقول مصادر عبرية ان الحريق نشب فى البرج واصاب جنودا قبل أن تهرع عمليات الإنقاذ والاطفاء للمكان بينما تمكن الشاب الفلسطينى من الانسحاب من المكان.
حركة الجهاد الإسلامى باركت العملية ، وأكد المتحدث باسمها فى الضفة الغربية طارق عز الدين ، ان رفع الاحنلال وتيرة التهديدات بشن عمليات عسكرية وحملات إجرامية تنعكس بالسلب عليه ، وان تهديداته تزيد المقاومة شراسة وصلابة. واقتحمت قوات كبيرة من جيش العدو الاسرائيلى فجر السبت بلدة جماعين جنوب نابلس ، وحاصرت عددا من منازل المواطنين فى المنطقة قبل أن تباشر عملية اعتقال لثلاثة مقاومين.
ويترافق التصعيد العسكرى الصهيونى فى الضفة الغربية والقدس مع التحضيرات التى يجربها العدو للاحتفال برأس السنة العبرية الذى يوافق نهاية شهر سبتمبر الحالى ، وينقل إعلام العدو عن الجيش قوله إن أوامر بحالة التاهب القصوى وهو مايشير إلى الترتيب لشن عمليات عدوانية فى مدن الضفة الغربية المحتلة ، وسوف يساهم التوتر فى انفجار وشيك لهبة فلسطينية شعبية تستند الى عمليات مقاومة تتسع رقعتها إلى وسط الضفة الغربية وجنوبها تختلف عن الهبات الشعبية السابقة حيث تتخللها أعمال عسكرية تهز كيان العدو الاسرائيلى ووجوده فى الضفة الغربية.