من الحسن بل المحبذ جدا ان يتحرك كل بحسب استطاعته لتحقيق السلام فى المجتمع ، ووضع حد لأى نزاع يمكن أن يؤدى يوما ما إلى تباعد الشقة ، واتساع الفرقة بين ابناء الوطن الواحد ، ولا خلاف حول تثمين جهود اى انسان يتحرك على هذا الطريق ، ويعمل على إنهاء النزاعات خصوصا القبلية ، التى تكون اثارها اكثر سلبية على المجتمع ، بعكس الخلافات السياسية ، وتباين المواقف والرؤى فى العمل العام ، فهذه بلا شك فيها مساحة وتحتمل الخلاف ولاتثير كثيرا من المشاكل.
ومن الخلافات المؤسفة التى وقعت مؤخرا ، وتداعت آثارها ، حتى خاف الناس ان ينفرط العقد ، ويتاثر السلم الاجتماعى ، ماحدث فى النيل الأزرق من فتنة هوجاء ، مات فيها الأبرياء ، وتدحرجت المشاكل ، وفى غضون ايام تم استنفار واسع لابناء قبيلة الهوسا فى عدد من المدن ، واعلنوا مناصرة أهلهم وذويهم المظلومين فى النيل الأزرق ، وكان لازما ان يتحرك كل من موقعه لتخفيف حدة الازمة ، واطفاء نار الفتنة.
وفى هذا الخصوص لابد من التنويه بمبادرات الصلح التى قادها العديد من الناس وآخرها ماتم من توقيع لوثيقة الهدنة ووقف العدائيات بين القبائل المتصارعة بالنيل الازرق ، والتى شهدها الفريق عبدالرحيم دقلو قائد ثان قوات الدعم السريع الذى أكد ان القوات النظامية علي قلب رجل واحد ، واشار الى اهتمام نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو بالسلم والمصالحات ، وجاء ذلك لدى مخاطبته مؤتمر توقيع وقف العدائيات بين اطراف الصراع بالنيل الأزرق واوضح دقلو ان مؤتمر الصلح العام سوف تشهده المنطقة الأيام القادمة ، وتوقيع الوثيقة يعتبر عمل كبير ، ويتم تنفيذه علي ارض الواقع مع كل مكونات الأقليم ، ويعتبر مسؤولية علينا وعلي حكومة الأقليم والاجهزة الامنية والادارات الاهلية واهل المبادرات.
اتفقنا او اختلفنا مع الفريق عبد الرحمن دقلو ، وقبلنا بالدعم السريع ام رفضناه يبقى من المهم القول أن اى مبادرات صلح تقودها اى جهة يلزم ان تكون مرحبا بها وليكن شعارنا الواضح الذى يلزم ان نعمل عليه الصلح خير.
سليمان منصور