وصف مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الخميس، الهجمات على مرافق صحية بالسودان كمستشفى النو في أم درمان بأنها “مروعة”، محذّرا من أنها “تحرم مجتمعات بأكملها من الرعاية الصحية المنقذة للحياة”.
وقال غيبريسوس في منشور عبر منصة “إكس”: “الهجمات المستمرة على مرافق الرعاية الصحية في السودان مروعة”.
وأعرب عن تعازيه القلبية لمن فقدوا أحبّاءهم في الهجوم الأخير على مستشفى النو.
وأكد أن “هذا العنف يؤثر على مجتمعات بأكملها، ويحرمها من الرعاية الصحية المنقذة للحياة التي تعتبر بالفعل نادرةً بسبب الصراع”.
وطالب غيبريسوس بوقف الهجمات على المرافق الصحية، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي، والعمل من أجل السلام في السودان.
وصباح الخميس، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود”، في بيان، تعرّض مستشفى النو الذي تدعمه المنظمة في أم درمان للقصف أمس الأربعاء، وسط قصف عنيف في محيط المدينة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص بينهم متطوع محلي، وإصابة نحو 27.
وبحسب المنظمة، “شنت قوات الدعم السريع هجومًا بالمدفعية الثقيلة على مناطق واسعة داخل محلية كرري، ومن بين المواقع المستهدفة مستشفى النو، وهو المرفق الطبي الوحيد العامل في أم درمان، والذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود”.
وذكرت أن مستشفى النو “سبق أن تعرض للاستهداف عدة مرات من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المرضى ومرافقيهم”.
وشددت على أن “الهجمات على المرافق الصحية يجب أن تكون أمرًا غير وارد، لكننا نراها بشكل متكرر في السودان… كل هذا يجب أن يتوقف الآن”.
ولم يصدر تعليق فوري من قوات “الدعم السريع” على اتهامات المنظمة.
وفي 9 يونيو/ حزيران الجاري، قالت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) في بيان: “تعرض مستشفى النو التعليمي بأم درمان لقصف مدفعي مكثف، أدى لوفاة 4 أشخاص وأكثر من 20 جريحا وسط المدنيين، وخروج المستشفى من الخدمة”.
وأشارت إلى أن “قصف مستشفى النو التعليمي يأتي بعد قصف مركز السامراب الصحي بمدينة بحري شمالي الخرطوم، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أدى إلى 14 وفاة”.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان عبر منصة إكس حينها: “تعرض مستشفى النو التعليمي بأم درمان صباح اليوم لقصف من مواقع مليشيا البرهان (الجيش)، بسلاح المهندسين في أم درمان”.
وأضافت أن ذلك جاء “بهدف إجبار المنظمات الدولية والكوادر الصحية على إخلاء بعثاتها العاملة في مناطق سيطرة قواتنا، ومن ثم إجبار المدنيين على النزوح من مناطقهم”.
ولم يصدر عن الجيش السوداني آنذاك تعقيب بهذا الخصوص.
وفي 9 يونيو الجاري أيضا، تسببت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، في إخراج المستشفى الرئيسي بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب) عن الخدمة.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
المصدر: الاناضول