قال الحزب الشيوعي السوداني في بيان إن تعزيز ان الوحدة الوطنية وعزل دعاة الحرب والدكتاتورية هو سبيل المدنيين والعسكريين الشرفاء لاستعادة الثورة وبناء السلام، وأضاف ان الخط السياسي للقوى المضادة للثورة محليا وإقليميا ودوليا هو تجاوز ثورة ديسمبر المجيدة، لذا فإن الواجب المقدم هو عدم السماح للقوى الدولية والإقليمية وحلفائها في الداخل بالاتفاق على إعادة تشكيل الواقع السوداني وهندسة مستقبل البلاد بما يتوافق مع مصالح هذه القوى وقطع الطريق أمام التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي المنشود ليحقق تغييرً فوقياً محدوداً يبقي على جهاز الدولة القديم ويعيد السلطة إلى حلفائها.
وتابع إن احتمالات التغيير الجذري الذي تعمل لأجله القوى الثورية في السودان ما زالت تخيف القوى العالمية والاقليمية والمحلية المتكالبة على ثرواته والعاملة على ابقائه غارقاً في حروبه ونزاعاته المصنوعة وآخرها هذه الحرب التي يشكل أهم أهدافها ضرب الثورة وافراغها من مضمونها في التغيير، وتصفية طلائعها وقواها الجماهيرية الحية مما يعني فتح المجال السوداني وإعادته للمشروع الامبريالي وخدمة رأس المال، مبيناً إن ذلك اتضح جليا من إتباع سياسة الأرض المحروقة في الخرطوم للتخلص من مركزة القوى السياسية والمدنية الرافضة لنظام الحكم القديم والعازمة على السير في طريق التغيير مما يحتم قيام وحدة حقيقية لهذه القوى المتمثلة في لجان المقاومة، التنظيمات السياسية الثورية، النقابات، التجمعات المدنية والعمالية، المجموعات النسائية وكافة القوى المؤمنة بالتغيير ولابد لها من وحدة حقيقية في كافة أنحاء البلاد حول أهداف الثورة والاستمرار في إشعال جذوتها التي لم ولن تخمد. ودعا الي بناء أوسع تحالف جماهيري قاعدي لانتزاع المبادرة لحل الأزمة الحالية وفق مبادئ أساسية لوقف الحرب واستدامة السلام وهزيمة التدخل الأجنبي بفرض الحل الوطني. وقال البيان مضت ثلاثة أشهر منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع وما زال القتال مستمرا في العاصمة ودارفور واتسعت رقعتها إلى شمال وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتتواصل الانتهاكات في حين سقط آلاف القتلى ونزح الملايين وهاجر الآلاف خارج الوطن مع ممارسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية في الجنينة. ويعلن الجيش في اعلامه تحقيق نصرا في أمدرمان ولم يسفر هجومه على مدينة بحرى عن انتصار. وأشار لقد تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة دعوات تقود تلبيتها إلى اتساع رقعة الحرب وتفكيك النسيج الاجتماعي لشعب السودان وزرع الفتن ونشر ثقافة الكراهية القبلية والجهوية لتمزيق وحدة الثوار في عموم السودان لتمكين القوى المضادة للثورة ورأسي حربتهما (الطرفان المتقاتلان) وحلفائهما المدنيين للتسوية في نهاية المطاف وتمرير اجندتهما دون مقاومة للاستيلاء على السلطة والثروة والموارد منفردة أو متحالفة تحت رعاية خارجية دولية وإقليمية تسعيان لخدمة مصالحهما في السودان ومحيطه وليس حل جذري لأزمة السودان. وقال ان كل هذه الدعوات لم تعبر فقط عن ضعف الطرفين وعدم قدرة أحد الطرفين على حسم الحرب لصالحه رغم ذهابهما إلى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعدم الالتزام بقانون التعامل مع المدنيين أثناء الحرب مؤكدين عدم اكتراثهما بمآلات الحرب على أهل السودان ومعاناتهم من جرائمها من قتل للمدنيين ونزوح الملايين من ديارهم وما قد ينجم من الحرب والمؤامرات لتمزيق وحدة السودان.
وأكد إن أجهزة الاستخبارات العسكرية قد نشطت في اعتقال وتعذيب العناصر الثورية من لجان مقاومة ونقابيين أو ناشطين مثلما حدث في سنار، شندي، الشمالية، دارفور وعطبرة. كذلك الانتهاكات ضد الصحفيين. وأدان الحزب الشيوعي هذه الانتهاكات وطالب بإطلاق سراح المعتقلين. ورأي أن تتسع الحملة ضد الحرب من أجل السلام والديمقراطية وأن تتسع المشاركة في الجبهة النقابية ضد الحرب ومن أجل قضايا العاملين والجماهير اليومية من صرف المرتبات وتوفير المياه والكهرباء وخروج الدعم السريع من منازل المواطنين واتخاذهم دروعاً وضد اغتصاب النساء وخطف البنات كما حدث في الحلفايا ومن أجل توفير المسارات الآمنة لتوصيل المساعدات وخروج الجيش والدعم السريع من كافة المدن والتمسك بشعار الثورة ان لا مشاركة أو تفاوض أو تسوية.
وقال الحزب الشيوعي السوداني سوف نظل في خندق الثورة متمسكين بوحدة قواها وتحقيق أهدافها وسوف نعمل من أجل انعتاق بلادنا من كافة أشكال التبعية والتمييز والعنصرية.
المصدر: دبنقا