الشيوعى وقراءته للراهن السياسي
من المثيرة للجدل مواقف الحزب الشيوعي من أحداث الساعة وتطورت الساحة والوضع السياسي الراهن فى البلد ، والاستغراب ليس محصورا فى مواقفه مابعد الانقلاب ، بل حتى ماقبل الخامس والعشرين من اكتوبر ، ومواقف الحزب الغريبة والغير مفهومة من حكومة حمدوك ، إذ انه ظل فى المنطقة الوسطى فلا هو حاكم مسؤول عن مايجرى فى البلد ، ولا معارض وثائر كامل الدسم يسعى للتغيير.
البعض يرون فى الحزب الشيوعى كيانا غير جاد فى مايطرح ، وآخرون يعتبرونه لايستطيع تحديد أين يقف ، فهو ايام حمدوك كان فى الحكومة ومنسوبيه يتوزعون المناصب والمواقع الحساسة والاساسية فى الدولة ، شأنه شان شركائه فى الحكم ، وفى نفس الوقت يعترض على قرارات حكومية ، ويهاجم مسؤولين ومتولى مناصب رسمية، ويدعو لإسقاط حكومة هو أحد مكوناتها الأساسية ، وهذا الوضع جعل البعض يصفون الحزب بالهجين والخداج (والصفره بيضا كما يقول أهلنا بالدارجى).
أما وقد ذهبت الفترة الانتقالية ، فإننا نتوقف سريعا مع بعض افادات الأمين السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة محمد المختار محمود لـ(الحراك) متحدثا عن الوضع الحالى -مابعد الانقلاب –
قال مختار : إن الحزب الشيوعي يحمل والي الخرطوم سقوط الشهداء مابعد الانقلاب والذين بلغ عددهم حتى الآن 116 شهيدا ، ويحمله أيضا وزر كل من روع في الشوارع او داخل بيته
ونقول للأستاذ مختار لاشك ان الحكومة مسؤولة عن هذه الدماء التى سفكت والترويع الذى حدث للناس لكنكم كحزب وبتصرفات غير مسؤولة ، وممارسة سياسية طائشة تفتقد للرشد ، كنتم احد الاسباب التى ادت لفشل الفترة الانتقالية وعدم ادائها رسالتها على الوجه المطلوب ، فانتم بشكل واخر ممن تسببوا فى وصول الأوضاع إلى هذا الدرك السحيق ، وليس لكم الحق أخلاقيا فى التباكى آلان على امن وسلامة الناس ، مع التأكيد التام على تثبيت إدانة الانقلابيين والحكم عليهم بالمسؤولية بلا أدنى تردد عن الوضع الحرج الذى تعيشه البلد الان.
وأشار الاستاذ مختار إلى ان جذوة النضال ما زالت متقدة وان تساقط منها بعض الرماد
ونقول له صحيح ان جذوة الثورة ماتزال متقدة ، ولا أظن هذا الشعب الثائر سيتوقف عن المطالبة بالتغيير وإزاحة الانقلابيين ، والعودة بالثورة إلى مسارها الصحيح ، ومن الواضح انك تعرض بالبعض فكن صريحا وقل من هؤلاء الذين تساقطوا.
وقال مختار ان المركز الموحد للمعارضة اطار تنسيقي بين القوى التي تؤمن ببرنامج ومهام ثورة ديسمبر..
ونقول اننا نتفق مع اى طرح لتوحيد جهود الثوار ، والتنسيق بينهم ، وندعم بشدة هذه الخطوة ، ونريد لها أن ت تؤسس على رؤية واضحة ، بعيدة عن التخوين والدسائس والعمل الغير مسؤول ، ولو تحلى الجميع بروح الثورة وتجاوزوا اى خلافات فإنهم حتما منتصرون.
وقال الاستاذ مختار هناك مواثيق تتمثل في اتفاقية اسمرا للقضايا المصيرية ،ووثيقة نداء السودان ووثيقة اعادة هيكلة السودان وميثاق الحرية والتغيير، لكن هناك قوى محلية واجنبية لعبت دورا كبيرا في محاولة تفريغ الثورة من محتواها الثوري وان تغير مسارها من مصلحة الجماهير ، لصالح الطفيلية.
ونقول للأستاذ مختار ليس من حق اى جهة ان تحتكر الفعل الثورى وتحدد البرنامج لوحدها ، وهذه التوافقات التى ذكرتها ليس عليها إشكال لكن حتما ليست هى وحدها التى تحدد مسار الثورة وإنما لأى جماعة ان تطرح رؤيتها ولتختلف مع الرؤى والمواثيق التى تحدثت عنها ، فالجميع ثوريون وليس لاحد المزايدة على الآخرين ، ولايحق لجهة إقصاء أخرى ، ويبقى الشعب هو الجهة الوحيدة المخولة فرز المواقف واختيار من يعتبره ممثلا له ، اما فى الفترة السابقة للانتخابات فالكل سواء وان تباينت رؤاهم.
ويقول مختار :
بدأت التدخلات الاجنبية بمبادرة فولكر وهي المبادرة الأممية التي جاءت باسم دعم الانتقال الديمقراطي وعندما فشلت تدخلت السفارة الامريكية وحاولت اسعافها باضافة الاتحاد الافريقي ومنظمة ايقاد فيما سُمى فيما بعد بالآلية الثلاثية وكل ذلك لضمان وقوف هذه المبادرة وهذه التدخلات سدا منيعا امام التغيير الجذري الذي يصب لصالح الشعب السوداني ، وفي نفس الوقت كانت التدخلات تدفع بقوى التسوية للامام حتى تتحقق اهدافها لكنها باءت جميعا بالفشل .
ونتفق مع الاستاذ مختار فى ان فولكر وسفارات أمريكا وبريطانيا بتدخلهم الغير مسؤول إنما يفسدون الساحة ولايصلحون ، وجميعهم يعمل وفق أجندة خاصة ليس بالضرورة أن تلتقى مع رغبات وتطلعات الجماهير.
سليمان منصور