حذر الحزب الشيوعي السوداني من أن البلاد تعيش “ظروفًا أمنيةً خطيرة” تهدد وحدة البلاد ومستقبلها بسبب حملات التجنيد الجارية لتكوين المليشيات في جميع ربوع البلاد خاصة في دارفور وكردفان ونهر النيل والشمالية والجزيرة وكسلا وبقية مدن شرق السودان، لافتًا إلى أن هذه الحملات تقف وراءها السلطة الانقلابية بمختلف مكوناتها – بحسب بيان اطلع عليه “الترا سودان”.
وأشار بيان الحزب الشيوعي إلى وقوف بعض القيادات القبلية وراء تجنيد أبنائها لحماية مجتمعاتهم وممتلكاتهم وأراضيهم في ظل “تدهور الأوضاع الأمنية وغياب الحماية من الجهات الرسمية”، خاصةً بعد خروج قوات “اليوناميد” من دارفور واتساع نشاط المليشيات القبلية ونطاق عملها – بحسب البيان.
وقال بيانٌ للمكتب السياسي للحزب الشيوعي أمس إن التسوية السياسية مرفوضة من “قطاعات واسعة من جماهير الشعب السوداني” ولا تستند إلى أي أساس دستوري أو قانوني بسبب غياب التفويض المطلوب من الشعب – بحسب تعبير البيان.
ولفت بيان الحزب الشيوعي إلى أن أعمال الورش التي ناقشت قضايا الاتفاق الإطاري شهدت تدخلات دولية وإقليمية “سافرة” انتهكت السيادة الوطنية – على حد تعبير البيان.
وأعلن الحزب الشيوعي رفضه للترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق جوبا للسلام وفي التسوية السياسية الجارية، وأكد إصراره على تطبيق المعايير الدولية المعروفة في عملية الدمج التي قال إنها تتطلب نزع السلاح من المليشيات.
وتأجل التوقيع على الاتفاق النهائي الذي كان مقررًا التوقيع عليه أمس السبت، بسبب خلافات بين الجيش والدعم السريع بشأن مواقيت الدمج ومسائل فنية متعلقة بالإصلاح الأمني والعسكري. وأبان الناطق الرسمي باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف تعذر التوقيع على الاتفاق النهائي في موعده لعدم التوصل إلى توافق حول بعض “القضايا العالقة” – على حد وصفه. وأعلن السادس من أبريل الجاري موعدًا للتوقيع على الاتفاق السياسي النهائي بين الأطراف المدنية والعسكرية.
وقال بيان الحزب الشيوعي إن البلاد تشهد “تفريطًا غير مسبوق” في موارد البلاد خاصةً في مجال التعدين وتهريب الذهب والصمغ العربي وبقية المحاصيل النقدية، لافتًا إلى التفريط عبر بيع الأراضي في إطار الاستثمار مثل مشروع “الهواد” وميناء “أبو عمامة”، والموافقة على إنشاء قواعد عسكرية في البحر الأحمر، والوجود المصري في مطار مروي ووجود قوات “فاغنر” في مناطق جنوب دارفور.
وأشار بيان الحزب الشيوعي إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمات الصحية والتعليمية، وقال إن البلاد شهدت “ارتفاعًا حادًا في الرسوم الدراسية”، مع تدني “مريع” في الأجور ما أدى إلى إضرابات وسط العاملين مثل المعلمين والأطباء والمهنيين.
وناشد الحزب الشيوعي جماهير الشعب السوداني بإحياء ذكرى السادس من أبريل عن طريق مواصلة مقاومة التسوية السياسية الجارية التي قال إنها تهدف إلى “تصفية الثورة”، وبحشد قواها لمراكمة المقاومة بجميع أشكالها وإسقاط الانقلاب وإقامة السلطة المدنية بالاستناد إلى مواثيق ثورة ديسمبر وميثاق قوى التغيير الجذري – بحسب البيان.
المصدر: الترا سودان