الشهيد القائد ابراهيم النابلسى رجل أنجز كثيرا رغم عمره القصير ، ومع ان حياته كانت قصيرة الا انها حفلت بالإنجازات الكبيرة ، ونال شرف الشهادة فى ساحة النزال مقبلا غير مقبل ، يجابه الصلف الصهيونى ، وجعل كل من له به ارتباط يعتز بحياته المثمرة وشهادته الكريمة.
على اختلاف قليل بين البعض فى تاريخ ولادة الشهيد لكن ما يجمعون عليه أنه كان فى ريعان الشباب ، بل فى بداية مسيرة حياته ، لكن جهاده ومجاهداته وانجازاته جعلت حياته القصيرة حافلة ومثمرة ، فهنيئا له الحياة الكريمة والشهادة العزيزة.
ولد الشهيد إبراهيم النابلسي- كما هو رائج – في 13 أكتوبر 2003 في نابلس، لأسرة فلسطينية عرفت بنضالها.
والده علاء عزت النابلسي، العقيد في جهاز الأمن الوقائي سابقا ، والأسير المحرر من سجون الاحتلال.
ويعدّ النابلسي -المكنى “أبو فتحي”- أحد المقاومين المعروفين بنضالهم في البلدة القديمة التي نشأ وكبر فيها رغم بعدها عن منزل عائلته ، وبقي الاحتلال يطارده في هذه المنطقة حتى استشهاده.
ولد الشهيد ونشأ وترعرع فى مدينة نابلس ، وسلك طريق المقاومة ومجابهة الاحتلال ، وترقى تنظيميا وحركيا حتى أصبح رغم صغر سنه قائد كتائب شهداء الأقصى فى مدينة نابلس ، ولجهوده المستمرة فى مواجهة الصهاينة أصبح هو المطلوب رقم واحد فى نابلس ، وظل الصهاينة يطاردونه ، ونجا من محاولات اغتيال عديدة (قيل انها تسعة) ، وكان فى كل نزال يذيق العدو الوبال ، وفى الوقت الذى كان مطاردا من العدو كان هو نفسه يطارد العدو عبر عمله المتواصل فى تنظيم وتنفيذ عمليات المقاومة ، والإشراف عليها ، وادارة التنسيق مع مختلف المقاومين بمختلف حركاتهم
، ويعملون معا لايجاع العدو الذى لايعرف غير لغة القوة.
الشهيد النابلسى ظل مطاردا من الإحتلال لأكثر من عام ، وتتهمه
“إسرائيل” بالمسؤولية عن تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار تجاه نقاط ومواقع عسكرية في محيط نابلس.
وينسب للشهيد تنفيذ عمليات إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين من بينها إصابة قائد جيش الاحتلال شمال الضفة عند “قبر يوسف” بالمدينة أواخر شهر يونيو الماضي.
وشارك في العديد من عمليات إطلاق النار على المستوطنات والحواجز الإسرائيلية ، والتخطيط للعديد من العمليات الفدائية في الضفة الغربية.
وقبيل استشهاده بدقائق أرسل النابلسي تسجيلًا صوتيًا إلى أصدقائه وعارفه ، قال فيه “أنا استشهدت يا شباب، أنا بحب أمي، وحافظوا على الوطن من بعدي، وبوصيكم (أوصيكم) وصية بحياة عرضكم ما حدا يترك البارودة، بشرف عرضكم.. أنا محاصر وراح استشهد”.
رحم الله الشهيد ورفع درجته ونصر الله المقاومين واذل عدوهم.
سليمان منصور