الشرطة درع امان وحماية فلنهتم بها
كثر الحديث عن الشرطة والفساد المستشري فيها ، وأنها – بحسب ما يراه البعض – محلا يعشعش فيه الفساد وتنتشر بين منسوبيه أساليب ملتوية تسهم جميعها في فساد وافساد المجتمع ، وأنها بهذه الصفات التي تتصف بها او لنقل بحسب ما عليه كثيرون من منسوبيها فانها بحاجة إلى إصلاح عاجل ولايمكن الاعتماد عليها بوضعها الحالى في محاربة الفساد وضبط البلد وبسط الأمن ونشر الاطمئنان بين الناس.
وتحدث آخرون عن الشرطة كجهاز أصبح العوبة في يد الطغاة يقمعون به المحتجين على سياساتهم وان هذا يجعل الشرطة غير مهنية وغير أخلاقية ولا يرجى منها.
ومع التأكيد على القول بأن في الشرطة مفسدون وأنهم بعيقون عملية الإصلاح التي يفترض ان تطلع بها الشرطة نفسها ، و مع الاتفاق التام مع القول بضرورة السعي لإصلاح الشرطة وتنظيفها من العناصر المفسدة بداخلها الا اننا نؤكد بحزم وجزم ان الشرطة حتما ليست كلها بؤرة فاسدة فهذا القول غير سليم وغير منطقي ابدا إذ إن هناك نماذج مشرقة ووجوه مشرفة في الشرطة يحق لها ولنا ان نفخر بهم وندعو لاحترامهم وشكرهم وتكريمهم تشجيعا لهم ولغيرهم على الإتصاف بهذه الصفات الجميلة.
تحدثنا من قبل عن موقف بطولى وأخلاقى لعناصر من الشرطة رفضت رشوة بمليارات الجنيهات قدمها تجار أسلحة وذخائر ارادوا تهريب بضاعتهم إلى البلد والحمد لله تصدي لهم هؤلاء الأبطال وحموا البلد من خطر كان سيلحق بها فلهم التحية والثناء.
وفي الاخبار ان الشرطة قد رفضت قبل أيام رشوة بمبلغ مليون دولار قدمتها اجنبية لإخلاء سبيلها ، وفي التفاصيل نقرأ :
رفضت قوة من الشرطة “رشوة” بمليون دولار، قدمتها لهم سيدة أجنبية تتاجر في الزئبق الأحمر، مقابل إخلاء سبيلها.
وتسلمت محكمة جنايات الخرطوم ملف القضية ، وقالت إن السيدة الأجنبية تم ضبطها عند شروعها في بيع كميات من الزئبق لرجل أعمال عربي مقابل ثلاثة ملايين دولار للجرام الواحد .
إن هؤلاء الجنود الذين ضبطوا الواقعة ورفضوا هذا المبلغ الكبير هم حقا رجال كرام يستحقون التكريم من أعلى مستويات الحكم وبهم وأمثالهم من الشرفاء يمكن القول أن الشرطة تمثل درع امان للبلد.
سليمان منصور