أخبار السودان :
السيد الميرغني وخلافات الاتحاديين
لا أظن أن هناك حزبا يسهل انشقاقه وتشطره وتكون هناك قابلية عند عضويته للتمزق كالحزب الاتحادي الديموقراطي ، فهو حزب يسهل انشقاقه ، وعند اي خلاف يمكن أن
يشكل مجموعة منهم حزبا ، لذا كثرت الأحزاب ، وكلها تعتبر نفسها هي الاتحادي الديموقراطي.
ويعتبر الاتحاديون أنفسهم حزبا وسطا يمكن لأي شخص ان يكون عضوا فيه ، ويرون ان هذا الأمر مسألة إيجابية ، ويقولون ان حزبهم حزب عامة اهل السودان ، ويعبرون عن ذلك بأنه الحزب المفتوح البعيد عن إلزام عضويته باي ضوابط خاصة.
ومن المعروف ان احدي اهم تشكيلات الحزب الاتحادي الديمقراطي او بالأحرى احد اهم الأحزاب التي تحمل هذا الاسم وتعتبر نفسها هي الأساس ذاك الحزب التابع للسيد محمد عثمان الميرغني ، فهذا السيد باعتباره مرشدا للطائفة الختمية ، والزعيم الدينى ، والقائد الروحي لقطاع واسع من جماهير الحزب ، وهي طائفة الختمية ، يشكل وجود هذا السيد على الساحة ضمانة تحفظ الي حد ما هذا الجناح من الحزب ، وتحميه من ما يمكن أن يعتري الاحزاب الاتحادية الاخري.
ويقال – والعهدة على الرواة – ان السيد محمد الحسن الميرغني نجل السيد مرشد الطائفة الختمية ومساعد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي يقال انه ربما يتهيأ لقيادة انشقاق داخل حزبه ، وان صدق هذا الاحتمال فان السيد محمد عثمان الميرغني سيكون مواجها بانشقاق يقوده ابنه ، وهذا قد يعجب كثير من الناقمين على السيد محمد عثمان ، او لنقل سيقوي جبهة الشامتين الذين يتمنون اتساع دائرة الشقاق بين السيد وابنه ، ولكنه لايعدو ان يكون امنيات ، ولن تؤثر كثيرا على أرض الواقع ، وسوف تظل مكانة السيد محمد عثمان الميرغني عند جمهور الختمية هي الاولي والمقدمة على غيرها ، ومع ان كثيرين يجلون السيد محمد الحسن ، ويعتبرونه احد الذين تجب موالاتهم ، فهو ابن السيد الكبير ، لكن في اي حراك ضد السيد محمد عثمان فان الجمهور وبلا نقاش او التفات لمن يقف على الطرف المقابل فإنهم سوف يؤيدون السيد محمد عثمان ، لذا لن يتوقع احد للسيد محمد الحسن نجاحا في شق صف الحزب ، خاصة وانه يقف ضد والده ، وسبب اخر كذلك مهم يضعف من تأثير السيد محمد الحسن هو ما راج وبصورة قوية انه مدعوم من الفريق حميدتي ، ووصوله المطار مصحوبا بقوة من قوات الدعم السريع إلى المطار لاستقبال والده مما ازعج كثيرين واثار حنقهم ، إضافة الي أن لطائفة الختمية ثار خاص مع الدعم السريع إذ يمثل احتلالهم لجنينة السيد على الميرغني وسيطرتهم عليها يمثل ذلك اهانة للختمية يترتب عليها رفضهم القاطع لأي تواصل مع الدعم السريع لذا لن ينجح اي انشقاق في الحزب طالما ان احد قادته مؤيدا من قوات الدعم السريع.
لن تنجح محاولات السيد محمد الحسن الميرغني في الوقوف ضد والده وعلى من يعولون علي ذلك ان يعرفوا خطأ حساباتهم.
سليمان منصور