السودان.. معاناة تتفاقم يوما بعد يوم
قبل أن تندلع الحرب الحالية والوضع الاقتصادي والاجتماعي في السودان يتدهور يوما بعد يوم ، وجاءت الطامة فازدادت معاناة الناس وتفاقمت المتاعب ولم يمر يوم الا والسودان يعيش اسوا أوضاعه التي لم يعرفها من قبل في مصاب ابكي القريب والبعيد.
ومع ان بعض المناطق لم تشهد عمليات حربية لكن طالها وبشدة أثر الحرب إذ زادت الازمات فمن الغلاء الفاحش الغير متصور إلى تنامي التسول والجوع ، وفي اغلب الولايات ان لم تكن كلها يعاني الناس بشدة من الغلاء وانعدام الغذاء إذ. ان كثيرا منهم ما بين من توقفت مرتباتهم او توقفت اعمالهم وتدمرت اسواقهم وانقطعت ارزاقهم.
ويؤثر تذبذب الإنترنت ونقص السيولة النقديــة فــي التحويلات المالية عبر التطبيقات البنكية، والتي تعتبر الوسيلة الوحيدة المتاحة للتبادل المالي في كثير مـن المناطق.
وكشف تقرير الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية(YCON) لشهر يونيو، عن (تداعيات الحرب في السودان) عن تفشي ظاهرة التسول والمجاعة في بعض الولايات، جراء ندرة السلع الأساسية نتيجة توقف حركة القوافل التجارية والرسوم المفروضة عليها، الى جانب الكساد وتدني القوة الشرائية، لنقص السيولة النقدية.
واشار التقرير الى تباين نسبة الخصم على التحويلات المالية اذ تتراوح بين 10% و15% من ولاية إلى أخرى. بالمقابل توقفت بعض البنوك عن العمل، وتم تحديد سقف للسحب النقدي من المصارف ببعض ولايات شرق السودان.
وأظهر (التقرير) ان تعدد نقاط التفتيش وفرض الجبايات على البضائع أدت إلى تراجع حركة الاستيراد وزيادة التكاليف، كما تسبب الحصار المفروض على ولاية شمال دارفور وإغلاق بعض الطرق التجارية في ارتفاع كبير في الأسعار ونفاد الوقود من السوق المحلي.
ووفق التقرير فان الوضع الاقتصادي في الخرطوم يشهد تدهــورا ملحوظا، يوما بعــد يوم، نتيجة لتوقـف دولاب العمل وارتفاع الأسعار جراء الجبايات المستمرة على التجار من قبل قوات الدعم السريع، وعدم توفـر سيولة نقديـة واسـتمرار خروج البنـوك عـن الخدمـة.
كل هذه العوامل تسببت في ارتفاع جنونـي فـي أسعار بعض المواد الغذائية
وفي تلكوك وهمشكوريب لم يتم صرف أجور المعلمين، بالإضافة إلى نقص السيولة النقدية في البنوك وتحديد سقف السحب النقدي بمبلغ 200,000 جنيه فقط، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية، خاصة المواد الغذائية والضرورية.
وارتفع سعر اسطوانة غاز الطبخ بمحليـة دلقـو بالولاية الشمالية مـن (30) ألـف إلـى (35) ألـف جنيـه.
وبولاية الجزيرة التي تقع أجزاء واسعة منها تحت سيطرة الدعم السريع، فان اغلـب سكان المنطقة يعتمدون علـى الزراعـة التـي ضـاع جـزء مقـدر منهـا جراء الحرب وعمليات النهـب والسرقة التي صاحبتهـا.
ويواجه المواطنون صعوبات، بسبب العمـولات المرتفعة علـى التحويلات المالية وصعوبة توفـر شـبكات الاتصال والإنترنت.
هذه بعض من صور المعاناة التى يعيشها المواطنون في السودان وهم يأملون ان تنتهي هذه الحرب قريبا وتضع حدا لمعاناتهم.
سليمان منصور