تثير أزمة القمح موجة من السخط في السودان ومخاوف من أزمة رغيف، بعد تصريحات لوزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم بعدم وجود أموال لشراء القمح المنتج محلياً بالسعر الذي حددته الحكومة (43 ألف جنيه للجوال).
وأشار محافظ مشروع الجزيرة الزراعي عمر مرزوق، في تصريحات محلية، إلى تنصل الحكومة من الشراء بسبب فشلها في توفير الأموال المطلوبة، وقال إن وزير المالية أكد قائلاً: “ما عندنا قروش للشراء”.
وأشار المحافظ نفسه في سياق آخر خلال تدشينه حصاد القمح بقسم التحاميد بمشروع الجزيرة، إلى أن هنالك مساعي بين وزارة المالية وبنك السودان المركزي لتوفير التمويل اللازم للبنك الزراعي لشراء فائض القمح من المنتجين.
وأكد مزارع قمح، فضل عدم ذكر اسمه، لـ”العربي الجديد”، أن البنك الزراعي رفض استلام فائض إنتاجه من المحصول رغم شح المخزون الاستراتيجي مع توقف الوارد من أوكرانيا بسبب الحرب، وذلك بحجة عدم تلقي البنك توجيهات حكومية للشراء، مؤكدا أن الإحجام عن الشراء يؤدي إلى خسائر كبيرة للمنتجين.
ودعا منتج القمح في مشروع الجزيرة طارق أحمد، في حديثه مع “العربي الجديد”، وزارة المالية للإيفاء بوعودها بشراء المنتج المحلي ليس بالسعر الذي أعلنته وإنما بالذي وعد نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو به المنتجين وهو 55 ألف جنيه للجوال وليس 43 ألفاً، وقال إن إنتاجية القمح تتفاوت ما بين المنتج الممول تمويلا ذاتيا والذي ينتج 10 جوالات في الفدان والمنتج الممول من المشروع وينتج ما بين 7 و8 جوالات في الفدان.
وتوقع أن يغطي إنتاج مشروع الجزيرة من القمح الفجوة مع تناقص القمح المستورد من أوكرانيا، مع تحقيق اكتفاء لذاتي لمدة 5 أشهر. وقالت الخبيرة في الشؤون الزراعية رحاب عبد الله فريني، لـ”العربي الجديد”، إن الحكومة الانتقالية في السودان وعلى رأسها وزارة المالية عجزت عن توفير تمويل للبنك الزراعي لشراء فائض القمح من المزارعين.
يأتي ذلك رغم ندرة المخزون الاستراتيجي منه، خاصة أن هذا الموسم الزراعي يعتبر استثنائيا لمروره بصعوبات عديدة، أبرزها مشاكل عدم ري مساحات كبيرة، ومشاكل الوقود وتأخر وصول سماد اليوريا، بحسب فريني.
وشرحت أن إعلان وزير المالية عن عدم وجود سيولة كافية لشراء القمح تسبب في نوع من الخوف والتوتر وسط المزارعين الذين بلغوا مرحلة حصاد ويحتاجون للسيولة لأن لديهم التزامات تجاه الحاصدات، وحذرت من عدم القيام بهذه الخطوة في ظل تناقص الإمدادات العالمية.