رُغم توقیع حمدوك اتفاق مع البرهان لاستئناف المرحلة الانتقالية لکن الیوم الخميس، انطلقت مليونية سمّوها السودانیون ملیونیة الوفاء للشهداء في الخرطوم ومدن أخرى لإسقاط الانقلاب العسكري ورفض التسوية معه.
ومع موعد انطلاق الموكب، تجمع مئات الأشخاص في محطة سبعة، جنوب الخرطوم، وأغلقوا الشوارع القريبة وأحرقوا الإطارات القديمة وهتفوا ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، كما لوحظ غياب تام لأجهزة الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى لأول مرة منذ الانقلاب.
وفي أم درمان وبحري ومناطق أخرى، تجمعت أعداد أخرى من المتظاهرين وسارت في مواكب للوصول إلى نقاط التجمع الرئيسة في العاصمة، كما خرجت مواكب أخرى في كل من بورتسودان وكسلا وخشم القربة (شرق)، وعطبرة (شمال)، ومدني (وسط)، طبقا للتقارير الأولية.
واتسعت رقعة التظاهرات لتشمل معظم المدن السودانية، مثل ربك وكوستي بولاية النيل الأبيض، ودنقلا، شمالي السودان، وبارا والنهود بولاية شمال كردفان، وغيرها من المدن السودانية.
وفي استطلاع لـ”العربي الجديد” وسط المشاركين في المواكب، تقول ويني عمر إن الحراك الثوري اليوم هو امتداد لكل العمل المناهض للانقلاب، وأنها ورفاقها مصممون على مواصلة الحراك حتى إسقاط الانقلاب، وأن الشعارات الثورية باقية: “لا تفاوض لا شراكة لا شرعية”، مؤكدة أن التسويات السياسية مع العسكر تعيد البلاد إلى مربعات قديمة تجاوزها الشارع منذ سنوات.
أما عبد المطلب بوب، فيرى أن مواكب اليوم هي رد على الاتفاق السياسي بين قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، المرفوض من الشارع، مفنداً بشدة مزاعم حمدوك وقوله إن الاتفاق لحقن دماء السودانيين، مؤكداً أن الاتفاق لن يحقق ذلك، بل يزيد من الاحتقان السياسي، متسائلاً عن الجهة المسؤولة عن قتل أكثر من 40 شهيداً، وأضاف أن ما فعله حمدوك هو أنه شرعن الانقلاب العسكري، وأن البرهان غير مؤتمن على أي اتفاق.
ويرى الشاب عادل البصري أنه خرج مع مئات الآلاف من السودانيين لوضع رسالة في بريد البرهان وحمدوك معاً، لأن اتفاقهما لا يمثل الثوار ولا الثورة السودانية، مشدداً على رفض أي اتفاق لا يحقق القصاص للشهداء، سواء الذين سقطوا يومي 13 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أو الذين سقطوا يوم فض الاعتصام، ونادى بعودة الحكومة المدنية وإبعاد العسكر نهائياً عن المشهد السياسي.
وتضيف سهى إبراهيم أن الشوارع السودانية صاحية ومستمرة بالضغط على الجميع حتى تحقق الثورة أهدافها بمدنية كاملة في الحكم، وحرية غير منقوصة، وسلام مستدام، وعدل يطاول الجميع، خاصة الذين ارتكبوا جرائم في حق الشعب السوداني وولغوا في دماء الشهداء، وجددت تأكيدها رفض الشارع لأي وصاية على خيارات الشعب السوداني.
وتُعد مليونية اليوم أول اختبار جدي لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك بعد عودته إلى منصبه، إثر توقيع الاتفاق مع قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الأحد الماضي، وتعهده بحماية المواكب السلمية المناهضة للانقلاب، وضمان مبدأ حرية التعبير لكل المواطنين.
المصدر: العربي الجدید