أخبار السودان :
السلوك القبيح لطرفي الحرب
صور وفيديوهات كثيرة يتم تبادلها بين الفينة والآخرى محاولة من انصار كل طرف الى ادانة الاخر وبيان مدي تورطه في ارتكاب المخالفات ، لكن فات على الجميع ان مايتداولونه يشكل ادانة في المقام الاول للحرب وابراز قبحها وسوء الطرفين ، وغني عن القول ان معاناة الناس تزداد يوما بعد يوم ، وان اي دعوة لمواصلة الحرب وتاجيج الصراع انما هو اشتراك ممن يتبني هذه الرؤية في العدوان على شعب السودان ، الذي ينادي بضرورة ايقاف الحرب ، وانهاء هذا الوضع الاستثنائي الحرج الذي تعيشه بلادنا منذ تفجر هذه الحرب اللعينة.
وبعيدا عن مزاعم اي طرف بتورط خصمه في بداية الحرب واشعال نار الفتنة فان ما لا خلاف عليه ان عجز اي طرف عن فرض سيطرته وإنهاء حالة الحرب والفوضي المصاحبة لها
يحتم علي الطرفين التوجه الجاد الصادق نحو التفاوض وصولا الى اتفاق سلام يجنب البلد التمزق والضياع التام ، ولو ان الطرفين اتجها منذ البداية الي التفاوض لانقذا البلد والمواطن معا من هذا الوضع المزري الذي وصل اليه الحال الان.
وليعلم طرفا الحرب ان المواطن السودانى قبل الحرب يعيش فى أمان وسلام فى كل بقعة من السودان دون أن يسأله أحد من قبيلته أو منطقته الأصلية
وان مما يؤسف له ان يشعر بعض المواطنين انهم مستهدفون فقط لانتمائهم العرقي والجهوي ، وقد رأينا كيف ان اصواتا ظهرت بعد الحرب
تندد ببعض المواطنين فقط على خلفية انتماءاتهم ، مما يهدد بانهاء حالة التعايش السلمي الذي عرفت به بلادنا ، وايضا سوف يسهم هذا السلوك المشين في تمزيق الوحدة الوطنية وتفتيت النسيج الاجتماعي
، الامر الذي سيؤدي الى اختراق الأمن القومى ، وإحداث فتنة عظيمة وسط الشعب السودانى حيث أخذ أبرياء بجريرة لم يقترفوها.
وبلغ الأمر ببعض أبناء القبائل ان يتجنبوا السفر لبعض المناطق خوفاً من الاعتقال التعسفي أو التصفية الجسدية والسبب هو الخطاب العنصري والغير مسؤول من بعض الذين لاعلاقة لهم بالوعي.
ولابد ان يعي الجميع على اختلاف مواقفهم وتوجهاتهم ان السودان عبارة عن دولة مترابطة ومتداخلة قبلياً وإجتماعياً وأن اي اصطفاف ومواقف سياسية على اساس قبلي ستحدث فتنة كبيرة يدفع ثمنها أبرياء من أبناء مكوناتهم المنتشرين فى السودان وهم أبرياء لا ذنب لهم فيما يجري.
ان هذه الحرب اللعينة كلما استمرت ازدادت معاناة المواطنين ، وبكل اسف نمت خطابات العنصرية والتكتل القبلي لذلك لابد أن يواجه الشعب السودانى مشاكله بشجاعة ويسعي لمعالجتها داخلياً ويطفئ نار الفتنة وألا يمنح شياطين الإنس الذين يتربصون به فرصة للإيقاع بينهم.
ولابد من نبذ خطابات الكراهية والبغضاء وإعلاء قيمة التسامح ومحاربة الخونة والمجرمين ، وهذه مسؤولية الدولة والشعب معاً كلٌ حسب موقعه ووسعه .
وعلي قيادات القبائل والطوائف الدينية ورموز المجتمع أن يساهموا فى تفويت الفرصة على دعاة الفتنة من العنصريين.
سليمان منصور