السبب الأساسي لمعاداة الغرب لإيران
ما الذى يجعل إيران دوما موضع عداء من قبل الغرب والاستكبار؟
انها الاستقلالية وامتلاك القرار وعدم الخضوع للآخر ، ولا شك أن انزعاج الغرب جاء أيضا من التجربة الإيرانية المستقرة والمرنة ذات القدرة على الاستجابة للمتغيرات الحادة.
ان الغرب بعد هزيمته لكل الخصوم الآيديولوجيين وتحويل الشيوعية لرأسمالية، أعلن أن النظام الغربي الخاص به هو الانموذج الوحيد القابل للاستجابة لتطلعات البشرية، لكن ان يأتي نظام يختلف في أسسه ومبادئه ورؤيته الكلية، في بناء بلد مستقر رغم العقوبات والصعوبات والدعايات المغرضة، ويقدم تجربة في البناء والنهوض والتداول السلمي للسلطة والتنمية البشرية والتطوير العلمي والتقني والمدني، مع الحفاظ على الهوية، فهذا هدم كبير لكل البناء الإستعماري الاستكباري الغربي..
قدمت إيران انموذجاً وتجربة مغايرة وقادرة على الابداع والحياة بل ومنافسة لأساطين العالم بمختلف المجالات، ويمكن للساعين للحرية والاستقلال والكرامة أن ينتهجوه، وبذا تنهار سطوة الانموذج الغربي الذي لا تزال الأيام تشهد تراجعه عن مبادئه المعلنة الكذوب…
لذا لا بد من اتهامه والافتراء عليه ومهاجمته وتشويهه، لكن الله حتماً سيتم نوره بتوفيق عباده ونصرهم، وبإشراق الأرض بنور ربها وحضور من يملأها عدلاً وقسطاً “عج” ولو كره المعاندون والشانئون والمستكبرون المجرمون…
ونعلم أن النظام الدستوري فى إيران إنبثق عن ثورة شعبية وكان نتاج ذلك دستور تم عرضه على الشعب فى إستفتاء عام ونال رضا الأغلبية بحسب ما هو معمول به فى كيفية إجازة الدساتير حتى فى الدول الغربية فلماذا ينزعج الغرب من النظام الدستوري فى إيران وهو مرضى عنه من غالبية الشعب بحسب الاستفتاء الذي جري فى بداية الثورة ؟! لماذا لابد أن تكون الديمقراطية على غرار النظم الغربية حتى تكون مرضيا عنها ؟! وكيف قبل الغرب النظام الملكى الشهانشاهى الإستبدادى فى إيران ولا يقبل التجربة الإيرانية الوليدة التى تنبع من موروثات شعبها ؟! فالغرب نفسه طور نظمه الديمقراطية بالممارسة والصبر وإدخال التحسينات عليها فقد كانت تجارب بشرية إبتدرها من يسمونهم الأباء المؤسسون سواء فى بريطانيا أو فرنسا وأمريكا وعموم الغرب.
وتعتبر التجربة الإيرانية تجربة إسلامية رائدة متقدمة كثيرا على محيطها الإسلامى وهى مجهود بشري إذا قدر لها الإستمرار والديمومة فقطعا التعديل والتحسين سيطال جانب القصور فيها إلي أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
وأهل هذا المشروع دائما يتضرعون إلي الله بهذا الدعاء ويطلبون منه العون والمدد، [ اللهم إنا نرغب إليك فى دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك والقادة إلي سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة ،
اللهم ما علمتنا من الحق فحملناه وما قصرنا عنه فعرفناه الخ الدعاء. ]
لهذه الأسباب يعادي الغرب إيران ويعتدي عليها وهى ماضي في مسارها.
سليمان منصور