أخبار السودان:
ليس بغريب أن يعود الإنقاذيون ومعهم بعض إعلامييهم وصحفييهم إلى الحديث المكرور عن الإقصاء والبكاء على الحريات ومعهم (زلنطحية) نشلتهم الإنقاذ من الفاقة والفقر و(الصرمحة) وتزوير إيصالات النفايات و(البرشتة ) من جمع القمامة وجعلت منهم رؤساء تحرير ورؤساء مجالس إدارات لصحف ومراكز ومنابر وأصحاب دور وعمائر وسيارات (برادو ولكزس) ..! هؤلاء هم (الرجال الطرور) أعجاز النخل الخاوية الذين كان يسميهم الشاعر الأمريكي الانجليزي إليوت (الرجال الجُوف) ويصفهم بأنهم (مع ترجمة بتصرف) ذوو أنفس شحيحة وأصوات كسيرة جافة مثل مرور الريح العقيم على الحشائش الجافة.. يتخبطون ويترامون في بعضهم وهم منتفخون محشوون بالقش والدريس..وعليهم عمائم وقلانس مزيفة ذات لمعان كاذب..هياكل بغير كينونة مفرغة من (الطعم والدعم)..يتعكزون بأجساد مشلولة..ترفُّ حواجبهم وتحتقب نفوسهم الشر والعنف..وتنظر عيونهم الجامدة في الفراغ…ذوو ملامح مطفأة تتمنى ألا تصادفك في الأحلام… يتقافزون في أغوار مظلمة مثل نجوم خابئة وعليهم جلود غربان وصوف فيران ولهم صورة حجارة غبشاء وخُشب مُسندة ونبات صبار شائك ..يتذمرون بأدعية ميتة في حيرة بين الحقيقة والوهم والرغبة والارتعاشة خلال مسيرتهم نحو مهاوي الانحدار والسقوط..!
لقد أصبحوا حرباً على الوطن وفي قلوبهم كراهية عمياء للشعب.. ضربت الثورة مصالحهم فغشيت قلوبهم غاشية من الحقد والغل الذي لا يبرأ ..ففارقوا المعقولية حتى في تحرّي البهتان والكذب..ودونك قريب المخلوع و(داعية إسطنبول) حداة ركب الباكين على فقدان الامتيازات المنهوبة وقد أعياهم أن يكونوا في صف الحق والفضيلة.. وكلٌ ميسّر لما خُلق له (وللتين قومٌ وللجميز أقوام) فدفعتهم فطرتهم الإجرامية (التهليبية) إلى صف الباطل.. هذه هي طبيعتهم التي استثمر فيها شيوخهم (فزادوهم خبالاً)..يقودهم كبيرهم المختال الذي رقص ابتهاجاً بانفصال الجنوب وذبح الثيران وأصرّ أن تكون سوداء (كناية عن العنصرية)..رغم أنهم أعلنوا أن الجنوب هو مدخلهم لنشر شريعتهم في إفريقيا والعالم ..فضاقت نفوسهم واحتفلوا بفصله وقالوا إنه سبب (إرهاق الميزانية) وإن انفصاله يعنى مفارقة (شريعة الدغمسة) التي ظلت قائمة (حسب اعترافهم) حتى الانفصال في 2011..بمعنى أن (الدغمسة الشرعية) استمرت 22 عاماً من سنواتهم الغبراء…!
يتحدثون عن الإقصاء ومصادرة الحريات وعدم جواز حل حزبهم الفاسد ومعهم (حركات ذات حركات) ولم ينظروا كرّة أخرى إلى مرسوم انقلابهم الذي وضع بنوده الشيخ وتلميذه (الشيخ الآخر) ومن أخفها هذه الشذرات ولا نطيل: حل جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية وجميع النقابات والاتحادات وحظر نشاطها ومصادرة ممتلكاتها؛ إلغاء تراخيص المؤسسات الصحفية والإعلامية وجميع الجمعيات والمنظمات؛ الاستيلاء على الأراضي والعقارات والمحال والسلع بتعويض أو بغير تعويض؛ إنهاء خدمة أي من العاملين في الدولة؛ حظر حركة الأشخاص والنقل والاتصال في أي منطقة أو زمان؛ اعتقال الأشخاص المُشتبه تهديدهم للأمن السياسي أو الاقتصادي؛ حظر أي معارضة للإنقاذ؛ حظر التوقف عن العمل أو قفل المحال؛ تفويض محاكم خاصة لمحاكمة أي متهم تحت هذا القانون؛ لا يجوز للمحاكم النظر في أي أمر بموجب أحكام المرسوم.. (فولسطوب)..!
يتحدثون عن الإقصاء وعن إطالة جلسات المحكمة التي تؤخر ذهابهم إلى الحمام وهم متهمون بالقتل وسفك الدماء..أليس هذا التأخير أخف وطأة من ربط زبانيتهم وقادتهم أيدي سجين سياسي مع أرجله الخلفية في وضع معكوس لسلسة الظهر وتعليقه على مروحة دوّارة حتى يعجز عن السير والوقوف فيضطر إلى الزحف حبواً إلى (جردل صدئ) وليس إلى حمام عمارات وزير الدفاع ذات (الفلش) والمياه المندفعة والبورسلين الملوّن ومقاعد اللدائن البلاستيكية الوهيطة…الله لا كسّب الإنقاذ..!!
جريدة الديمقراطي