ليست هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها الحديث عن الدعم السريع واتخاذه قرارات بل والاتيان بإعمال ليست من اختصاص المليشيات او الجماعات سمها ماتشاء ، بل هى تصرفات واعمال يمكن وصفها بالخارجة عن حدود القانون ومنها على سبيل المثال التواصل مع الدول وعقد اتفاقات معها واستقبال وفود اجنبية وكل ذلك دون علم الدولة ناهيك عن التنسيق اللازم فى مثل هذه الحالات.
نعرف جميعنا ان قادة الدعم السريع كثيرا ما سافروا إلى عدد من العواصم
و استقبلوا وفودا من تلك البلدان ، ومن بين الزيارات المثيرة للجدل ما قام به قائد ثانى الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان الى الكيان الاسرائيلى واستقباله فى وزارة الدفاع واجتماعه بضباط من الموساد وهبوط طائرات إسرائيلية اكثر من مرة بالخرطوم تحمل وفودا عسكرية واستخبارية إسرائيلية ولقائهم قادة الدعم السريع دون تنسيق او اخطار للدولة فى مخالفات شنيعة تستحق الحسم الفورى لو ان هناك دولة قوية لكن وبكل اسف ليس هناك غير إستنكار رئيس مجلس السيادة لهذه الخطوات واخطاره العدو الصهيونى عدم قبولهم لتجاوز الدولة فى هذه الزيارات وعدم ابلاغها والتنسيق معها لكن لا العدو الصهيونى يتجاوب مع الاحتجاج ، ولا الدعم السريع يلقى بالا لهذا الأمر فى تجاوز لكل الخطوط الحمراء وتحد للدولة ، وعلى هذا المنوال ظل الدعم السريع يسير دون اكتراث لاعتراض معترض او إستنكار مستنكر ، والخبر التالى يؤكد مانقول ، وفى التفاصيل نقرأ بحسب مونتي كاروو :
هبطت في مطار الخرطوم فجر الأربعاء 3 أغسطس الماضي، طائرة خاصة من طراز -1- TARH – Dassault Falcon 900EX قادمة من العاصمة الإيطالية روما وعلى متنها 12 شخصاً من الجنسية الإيطالية ، وكان في استقبالها المقدم عبد الرحيم تاج الدين من مراسم الدعم السريع.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها (مونتي كاروو)، كان في حوزة الوفد الإيطالي لدى نزوله من الطائرة عدداً من الحقائب الكبيرة وعدد 8 شنط (هاند باك) مصنوعة من القماش الخاص – تشبه معدات الجيوش- لم يتم التعرف على ما بداخلها. وبعد وصول الوفد الإيطالي تم الترتيب لمغادرته مطار الخرطوم بالبوابة رقم 17، التي لا تخضع لسلطات مطار الخرطوم واتضح وفق مصادر #مونتي_كاروو أن الزيارة ليست رسمية ولم تتم بعلم الدولة، وهي تخص الدعم السريع حصراً.
وصرح الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي وقائد قوات الدعم السريع عبر برنامج مؤتمر إذاعي الذي بثته الإذاعة السودانية يوم الجمعة 29 يوليو الماضي أنهم كقوات دعم سريع يتعاونون حصراً مع إيطاليا في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة. وسبق لحميدتي زيارة إيطاليا يوم 9 فبراير الماضي مستقلاً طائرة اماراتية خاصة في زيارة غير معلنة رافقه خلالها شقيقه القوني حمدان (مسؤول المشتروات بقوات الدعم السريع) كما رافقه رجل اعمال سوري يدعى محمد عبد الحليم، وحطت الطائرة المذكورة أولاً في أبو ظبي قبل أن تواصل رحلتها الى روما.
ويدير رجل الأعمال السوري محمد عبد الحليم جزءاً من استثمارات آل دقلو في إثيوبيا وهو من رتب زيارة ايطاليا بغرض التعرف على صناعة منتجات الألبان وشراء معدات مصنع في اثيوبيا،
وسبق ان كشفت مصادر اقليمية في وقت سابق من العام الماضي لمونتي كاروو عن تطلعها لان تلتزم قوات الدعم السريع باتفاقها الذي قطعته مع مجموعة العمل الاوربية الخاصة بلبيبا وذلك بعد الاتفاق الاخير الذي تم خلال زيارة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الي ايطاليا والترتيب لعقد لقاء بين ممثلي اصحاب المصلحة الدوليين (تركيا وايطاليا وممثل لحلف الناتو) وتم تسمية ثلاث عواصم خارجية اختار منها حميديتي ان تكون عن طريق ايطاليا وان يذهب بمشاركة امارتية حتي يجعل داعميه في ابوظبي شريكا في العملية باعتبار الامارات حليف فاعل لحلف الناتو في المنطقة وتم ترتيب الزيارة تحت غطاء انها لغرض استثماري يهدف الي شراء حميدتي لمعدات مصنع ايطالي لمعدات منتجات الالبان كانت قد تعاقد عليها مسبقا ولذلك اصطحب معه شقيقه الاصغر القوني ورجل اعمال سوري يدعى محمد عبد الحليم.
وبعد وصوله الي ايطاليا ولقاءه بالشركاء الجدد قام قائد الدعم السريع بتقديم قائمة طلبات لاخذ معدات عون فني ودعم استراتيجي وقد وعد الشركاء بدراستها ومن ثم تم ابلاغه لاحقا بالموافقة له بالحصول عليها ، منها طائرات درون التي قال انه يحتاجها لعمليات مراقبة وضبط الحدود ووقف تدفق الهجرة غير الشرعية الي اوربا
وكانت قوات الدعم السريع قد حصلت على تصديق من سلطة الطيران المدني لانشاء مطار لانطلاق الطيران المسير في منطقة الشفر ليت الشفر التي تقع بالقرب من المثلث الحدودي يين السودان وليبيا ومصر وتبعد 650 كيلو من دنقلا.
وحول الطائرة الإيطالية، كشف موقع www.itamilradar.com ان ذات طائرة -1- TARH – Dassault Falcon 900EX، التي هبطت بمطار الخرطوم ، كانت قد غادرت روما يوم 7 يوليو في تمام الساعة 6:40 بالتوقيت المحلي لروما وهبطت في العاصمة الليبية طرابلس حوالي الساعة 9:00 بالتوقيت الصيفي لوسط أوروبا وبعد نصف ساعة غادرت طرابلس متوجهة إلى روما، وأفاد الموقع ان هذه الطائرة تحت تصرف أجهزة الأمن الإيطالية وطبيعة مهمتها هي النقل على مستوى VIP، وقد حطت نفس الطائرة يوم 28 يوليو الماضي في العراق بمدينة بغداد وغادرت منها إلى مدينة السليمانية ثم عادت إلى روما، وهي طائرة يستقلها رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماثيو رينزي الذي قالت عنه صحيفة دوماني الإيطالية انه يتلقى 80 ألف دولار سنويا مقابل عضويته في المجلس الاستشاري لمبادرة مستقبل الاستثمار السعودية التي تديرها إدارة صندوق الاستثمارات العامة وتسيطر عليه العائلة الحاكمة السعودية.
بعد هذه التفاصيل هل يمكننا القول أن الدعم السريع يشكل دولة داخل الدولة وانه بات يشكل خطرا على وحدة وتماسك الدولة.
سليمان منصور