أخبار السودان :
الدعم السريع بنظر البعض
تباينت مواقف الناس حول الدعم السريع من مؤيد بشكل مطلق له وأن كان يعلن رفضه للفظائع التي ترتكب
، واخر رافض بصورة تامة لما يقدم عليه الدعم السريع جملة وتفصيلا ، والنظر اليه باعتباره جماعة مجرمة إرهابية لا بد أن يتم حلها وتسريح أفرادها وعدم السماح للدعم السريع بممارسة اي دور في الحياة السياسية والاجتماعية في البلد ، ولا شك ان التطرف في الاتجاهين مرفوض ولن يقود الا لمزيد من التشرذم وتعقيد الأوضاع اكثر فأكثر.
وهناك مواقف أخري تحاول أن تنحو منحي وسطا وتبتعد عن الشطط ، وسنورد أدناه اثنين من هذه الرؤي المبثوثة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
الرؤية الأولى :
الحقيقة ان الدعامة ما بتشكّروا، وبرغم الحديث النظري والإعلام الدعائي الذي يروجونه عن أنفسهم والديموقراطية، إلا أنهم ارتكبوا سلوكيات غاية في السوء والإجرام، وبعيدة كل البعد عن بروبغاندا الحرية والديمقراطية والوطنية التي يبثونها عبر لايفاتهم، لا يمكن ان تنطلي علينا..
وهذا لا يعني اطلاقاً الوقوف مع الجيش الكيزاني المجرم القاتل فاقد الأهلية الاخلاقية، فالجيش كمؤسسة مختطف لا يستطيع التقرير بشؤونه فضلاً عن شؤون البلد..
والمختَطِفين الكيزان هم أسّ البلاء وسبب الحرب ودعاة استمراريتها، هم الإجرام يمشي على رجلين.
دعونا نقف موقف الحق
ضد الكيزان وجيشهم جملةً وتفصيلاً، وضد سلوكيات الجنجويد الإجرامية واللا أخلاقية، ومع هزيمة فلول الكيزان..
نعم حميدتي ليس لديه الأهلية لقيادة التغيير الحقيقي الذي ينشده الناس، فهو بنفسية وعقلية ديكتاتورية، لكنه لازم لفكفكة دولة بني كوز، فإن وفى بوعده بالانسحاب عقب الحرب وأتاح للشعب أن يقوم بالتغيير دون وصاية منه، فهو المرجو، وإلا على الناس مواجهته…
لكن لا يتوقعن أحد حال فاز الفلول أن يحصل أي تغيير
الرؤية الثانية :
من المهم جدا في رأيي التذكير الدائم بأن الجنجويد ووحشيتهم صنيعة كيزانية عسكرية ، وذلك لعدة اسباب، منها مقاومة عملية “غسيل السمعة” الحاصلة لقيادات الجيش، كأنهم ما دربوا الجنجويد وتعاونوا معاهم في جرائم مشابهة. في خط ماشي كده بيتحجج بانو مشاركة الجيش في صنع الجنجويد هو “غلطة” بيتم تصليحا هسه بالحرب. لكن انت لو ما دعمت الحرب تبقى دي “خيانة”.
ومن الاسباب ايضاً عدم السماح للكيزان بتعليق ذنب الجنجويد على رقبة القوى السياسية المدنية.
لكن كمان التذكير الدائم ده بيساعدك تفهم تصرفات الجنجويد الوحشية.
قوات اشتغلت سنين تحت سلطة كوز زي احمد هارون الكان بيطلع على الهوا يقول للقوات “أكسح أمسح، ما تجيبو حي”. والجيش الحارب معاهم ودربم بنشوف قيادي فيهو زي ياسر العطا بيطلع يقول حنقصف بيوت المدنيين الفيها جنجويد، انت بس زح من الحيطة!
تتوقع الجنجويد يجيبو التزام بقواعد الحرب من وين؟
بالنسبة ليهم كافة ممارساتم دي عملوها تحت رعاية الدولة لسنوات. الدولة بشقها السياسي وشقها العسكري.
هجروا قرى في دارفور. قتلوا مدنيين. اغتصبوا نساء.
كل ده تحت عين ومباركة ومشاركة حكومة الكيزان والجيش.
دي ياها “العسكرية” البيعرفوها.
هل تذكير زي ده بيغير من حقائق الحرب على الأرض أو بيقلل من جرائم الجنجويد؟ طبعاً لأ.
لكنه مهم عشان في نص قصف الطائرات ودوي المضادات ما تتزلق عمليات غسيل السمعة.
مافي حرب حتنسينا انو ده كلبكم الشرستوهو، وشاركتوهو الحرب والحكم والانقلابات. وكنتو بتدافعو عنو لما بنقول يتحل.
الجنجويد ما اتغيروا. ولا موقفنا منهم اتغير. ياهم مجرمين زمان ومجرمين هسه. وانتو زيهم، مجرمين زمان ومجرمين هسه.
سليمان منصور