الخيبة الإسرائيلية في مونديال قطر
عدد من المراسلين الصهاينة كانوا يتمنون العودة من قطر بقبول عربى وانفتاح على الجماهير وحدوث تداخل بينهم وبين الجماهير العربية والمسلمة في المونديال ليقولوا ان حالة التطبيع أصبحت أمرا عاديا وان الشعوب لا شان لها بجبهة رفض التطبيع.
ولكن ما وصل اليه الصهاينة كان صادما لهم وهو ان الجمهور العربي وحتى رجال الشرطة في قطر لم يشذوا عن التوجه الشعبي العام الرافض لوجود اسرائيل والتعامل معها بشكل اعتيادي.
إن الموقف الشعبى الرافض بشكل تام للوجود الاسرائيلي والتأكيد على أن فلسطين فقط هي الموجودة وليس هناك شيئا اسمه إسرائيل هذا الموقف تعزز بشكل واضح في مونديال قطر وأمام مراي ومسمع من العالم أجمع مما اصاب الصهاينة وبالذات وسائل الإعلام أصابهم بالفزع خاصة وهم يرون حقيقة الموقف الشعبي العربي تجاههم حيث كانت الجماهير بشكل عام تصر على رفض الحديث لوسائل إعلام العدو وتهتف في وجوههم باسم فلسطين واشترك في هذا الموقف كثيرون فقد راينا لبنانيين ومصريين وسعوديين ومغاربة وتونسيين وجزائريين وكويتيين وايرانيين كل هؤلاء وغيرهم هتفوا باسم فلسطين واعلنوا ان لا مكان لإسرائيل في الوجود ، وكان لافتا مشاركة اوربيين في حملة مناصرة فلسطين في المونديال ، وراي العالم احدي الفرنسيات تتوشح بالشال الفلسطيني وتتحدث عن مظلومية هذا الشعب وضرورة مناصرته ، والحديث عن جرائم إسرائيل ، وهذه المواقف شكلت صدمة للصهاينة سواء أولئك الذين جاءوا إلى قطر يحدوهم الامل ان يعودوا بانفتاح جماهيري عربي تام عليهم أو أولئك الذين هم في فلسطين المحتلة ، وكانت خيبة املهم جميعا كبيرة ، وقد ظهرت واضحة في تغطياتهم الإعلامية وتقاريرهم ونقاشاتهم التي تمت في وسائل اعلامهم هذه الأيام.
ومن المعروف ان وسائل الإعلام الصهيونية كانت تعول على العودة من مونديال قطر بحصيلة وافرة من اللقاءات والمقابلات مع الجمهور العربي والمسلم ليقولوا للناس داخل وخارج فلسطين المحتلة ان التطبيع امر مقبول في الشارع العربي وان المعترضين عليه ليسو سوى قلة في العالم العربي والإسلامي وكانت الصدمة كبيرة على الصهاينة وهم يواجهون رفضا شعبيا عارما واكتشفوا ان ظهور بعض المطبعين على وسائل اعلامهم لايؤشر على مقبوليتهم لدي الشعوب العربية والإسلامية ، وان هؤلاء الذين تواصلوا معهم لايمثلون شعوبهم ، وقد عبر احد الاعلاميين الصهاينة عن خيبة املهم في التعامل الشعبي معهم وقال لن نستطيع الإفصاح عن هويتنا ولا ابراز شعار قنواتنا ولا التحدث بالعبرية فهذا امر صعب ، وقال احد الصهاينة ان صاحب المركبة الذى ينقلنا والشرطي الذي ينظم حركة الأمور هؤلاء ما كانوا سيتفاعلون معنا لو علموا بهويتنا.
وفى إشارة مهمة إلى حضور فلسطين في الوجدان العربي والإسلامي كان ارتفاع علم فلسطين والهتاف باسمها ورفع شارتها وحقا كان وجود فلسطين فى المونديال مفرحا للشعب الفلسطينى وشكل خيبة امل كبرى للصهاينة.
سليمان منصور