لم تمر على الكيان الغاصب فترة اشد قتامة ، وأكثر تهديدا ، واشد خطرا ، من ما هو عليه الآن ، خاصة فى ظل مخاطر جمة داخلية وخارجية تحيط به ، وتجعل الصهاينة يعيشون حالة القلق الوجودى ، ويصرحون بوضوح ان ما يمرون به الآن اشد حرجا وأصعب من ازمات كبرى عاشوها من قبل.
وقد بات واضحا للمتابعين ان فضائيات العدو ومن يظهر فيها من المحللين لايتوانون عن اعلان خوفهم من مصير كيانهم ، وخوفهم من ماستؤول اليه الأوضاع ، فى ظل جبهة داخلية هشة مفككة ، تعيش احباطا مستمرا ، وعدم ثقة فى مقدرات الأجهزة الامنية فى توفير الحد الأدنى من الطمانينة لهم ، خاصة عند هبة الفلسطينيين وايقاعهم الموت فى قطعان المستوطنين المحتلين الغاصبين ، الأمر الذى دفع الكثير من الصهاينة الذين جاءوا إلى فلسطين المحتلة إلى التفكير جديا فى الهجرة العكسية ، وهناك فعلا من شرع فيها ، واخرون كانوا يرغبون فى المجيئ إلى فلسطين المحتلة والانضمام إلى الاحتلال لكنهم اثروا التريث وعدم السفر إلى فلسطين خوفا من خطر يعرفون جيدا انه يتهددهم.
وإذا نظرنا إلى الازمة السياسية الخانقة فى كيان الاحتلال ، والمشاكل الاقتصادية التى تعانى منها الدويلة اللقيطة ، والمخاوف من تحرك فلسطينى فى اى لحظة واى مكان من الأرض المحتلة ، اذا نظرنا لهذه القضايا فهى فقط كافية لانهيار الكيان المؤقت ، وتفكك الدويلة الغاصبة ، فكيف اذا أضيفت لها المخاطر الحقيقية المحدقة بالكيان المؤقت ، و المتمثلة بتعاظم قدرات محور المقاومة ، وجهوزيته الكاملة لإدخال كيان العدو فى وضع لم يالفه من قبل ، وستفضى اى حرب تنشب الى زيادة نسبة انهيار واندثار الكيان المؤقت ، وصيروته أثرا بعد عين. وقد صرح قادة محور المقاومة ان ارتكاب العدو اى حماقة ، وشنه الحرب يعنى دخول الجميع فى المواجهة وهذا يعنى بوضوح ان الصواريخ والمسيرات ستمطر العدو من كل جانب ، ويعرف الساسة الصهاينة جيدا وكذا قطعان المستوطنين يعرفون جميعا أن كيانهم الهش لن يقوى على مواجهة فصيل واحد من فصائل المقاومة فكيف بالمحور ككل.
سليمان منصور