أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى “قرب” التوصل إلى تفاهم مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يحد من برنامج طهران للأسلحة النووية، في أحدث مؤشر على تحقيق تقدم في الملف.
وبعد مرور أيام قليلة على ورود مطالب روسية بدت كأنها قد تضع محادثات فيينا لإحياء الاتفاق في مهب الريح، شهد الأسبوع الحالي بروز مؤشرات تدل على أن تسوية قد تكون في المتناول.
في هذا السياق، يندرج إفراج طهران عن المعتقلين الإيرانيين-البريطانيين نازانين زاغاري-راتكليف وأنوشه آشوري، وإعلانها أن نقاط الخلاف المتبقية مع الولايات المتحدة في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي تقلصت إلى “موضوعين”.
وفجر الخميس، أكدت قنوات تلفزيونية بريطانية أن مواطنين بريطانيين من أصل إيراني أفرجت عنهما طهران بعد أن أمضيا سنوات خلف القضبان، وصلا إلى بريطانيا في وقت مبكر الخميس، عقب تسديد لندن لدين قديم إلى طهران يتعلق بصفقة سلاح ملغاة أبرمت في عهد الشاه.
وحطت الطائرة التي تقل نازانين زاغاري-راتكليف وأنوشه عاشوري عند الساعة 01,08 صباحا (01,08 ت غ) في مطار برايز نورتون التابع للقوات الملكية الجوية في جنوب غرب بريطانيا، بعد إطلاق السلطات الإيرانية سراحهما الأربعاء.
وبدأت إيران وقوى كبرى لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، منذ أشهر مباحثات في فيينا لإحيائه، تشارك فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت منه أحاديا في 2018، خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب.
ولدى سؤاله عن اعتبار ايران أنه لا يزال هناك “موضوعان” عالقان مع الولايات المتحدة قبل التوصل إلى تفاهم لإحياء اتفاق عام 2015، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس تأكيد أو نفي ما إذا كان التلميح الإيراني يشير إلى ضمانات تطالب بها إيران حتى في حالة حدوث تغير سياسي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إزالة الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمجموعات الإرهابية.
لكنه أضاف: “نعتقد أن بالإمكان تسوية القضايا المتبقية”. وقال برايس: “نحن قريبون من اتفاق محتمل، لكننا لم نبلغه بعد”.
وأشار إلى أنه “لم يتبق سوى القليل من الوقت بالنظر للتقدم النووي الذي أحرزته طهران” نحو تطوير أسلحة نووية، وتابع قائلا: “إنها مسألة ينبغي حلها بشكل عاجل”.
والأسبوع الماضي، أشار منسق الاتحاد الأوروبي المكلّف إدارة مباحثات إحياء الاتفاق النووي، إنريكي مورا، إلى أن المفاوضات بلغت مرحلة كتابة “الهوامش”، أي أن النص الأساسي أنجز بشكل شبه كامل.
إلا أن مطالب روسية كبحت التقدم، إذ دخل على خط التفاوض طلب موسكو ضمانات خطية من واشنطن بأن العقوبات الغربية الأخيرة على موسكو لن تؤثر على تعاونها مع طهران في مجالات اقتصادية وعسكرية.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد، الثلاثاء، أن روسيا تلقت “الضمانات المطلوبة خطيا”.
المصدر: عربي21