أعلنت الحكومة السودانية، مساء الأحد، تمسكها بتنفيذ “إعلان جدة” الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع في مايو/ أيار 2023، ورفضها وجود أي مراقبين ومسهلين جدد لحل الأزمة في البلاد.
وقال بيان صادر عن متحدث الحكومة، وزير الإعلام غراهام عبد القادر: “تؤكد حكومة السودان تمسكها بتنفيذ إعلان جدة الموقع في 11 مايو/ أيار 2023، وترفض وجود أي مراقبين أو مسهلين جدد، وترحب بالمبادرات التي تلبي وتستجيب وتحفظ سيادة البلاد وكرامة الشعب”.
وترعى الرياض وواشنطن منذ 6 مايو 2023 محادثات بين الجيش و”الدعم السريع”، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة السعودية بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين والخروج من الأعيان المدنية، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الطرفين، ما دفع الوسيطان لتعليق المفاوضات.
وأفاد البيان بأن اللقاء التشاوري بين الحكومة السودانية والوفد الأمريكي بشأن الدعوة للمشاركة في ملتقى جنيف، انعقد الجمعة والسبت الفائتين، في السعودية.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن رئيس الوفد الحكومي السوداني المفاوض في مدينة جدة السعودية (وزير المعادن) محمد بشير أبو نمو، انتهاء الاجتماعات التشاورية مع الإدارة الأمريكية دون التوصل إلى اتفاق على مشاركة الوفد السوداني في مفاوضات سلام بسويسرا، ليعلن بعدها المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلليو، وصوله إلى جنيف لإجراء مباحثات لإنهاء الأزمة السودانية.
والاثنين الماضي، شدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، على “ضرورة معالجة شواغل (مطالب) الحكومة السودانية قبل بدء أي تفاوض” مع قوات الدعم السريع.
وأضاف البيان: “وفق المقدمات وفحوى اللقاء التشاوري، تلاحظ عدم التزام الوفد الأمريكي بدفع المليشيا المتمردة (قوات الدعم السريع) للالتزام بتنفيذ إعلان جدة الذي يتضمن الالتزام بحماية المدنيين في السودان ويستند على القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان”.
وتابع: “وكذلك تلاحظ إصرار الوفد الأمريكي على مشاركة الإمارات كمراقب في اللقاء”.
وأشار البيان إلى أن “الوفد الأمريكي لم يقدم ما يبرر إنشاء منبر جديد”.
ولفت إلى أن “الحكومة السودانية تعبر عن تطلعات وآمال الشعب السوداني الذي يتعرض لكافة أشكال العنف والانتهاكات الجسيمة وفقد على إثرها منجزاته وممتلكاته المادية والمعنوية والحضارية بواسطة المليشيا المتمردة (الدعم السريع)”.
وقبل أيام، طلبت الحكومة السودانية عقد اجتماع مع الولايات المتحدة من أجل “التمهيد الجيد” لاستئناف مفاوضات السلام مع قوات “الدعم السريع”، واشترطت تنفيذ “إعلان جدة”، ردا على دعوتها من قبل واشنطن لمباحثات وقف إطلاق النار في سويسرا.
ودعت الخارجية الأمريكية في 23 يوليو/ تموز الماضي، الجيش السوداني و”الدعم السريع” إلى المشاركة في مفاوضات لوقف إطلاق النار تتوسط فيها واشنطن وتبدأ بسويسرا الأربعاء المقبل، ليعلن بعدها قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” موافقته على الدعوة الأمريكية.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
المصدر: الاناضول