استنكرت قوى “الحرية والتغيير”، الإثنين، استمرار القتال في السودان للأسبوع الرابع، متهمة “النظام البائد” بـ “نقل الحرب إلى مناطق أخرى وتحويلها لحرب أهلية”، في حين أثنى السفير الأميركي لدى السودان على تعاضد الشعب وإصراره على مسيرته نحو الديمقراطية.
وقالت “قوى الحرية والتغيير” في بيان عبر فيسبوك: “لا يزال وطننا يعيش أجواء الحرب التي تدخل أسبوعها الرابع والتي تعزز معطيات الأوضاع الكارثية التي تتفاقم يوما بعد يوم من موقفنا المُنادي بضرورة وقفها بشكل فوري دون تأخير”.
وأكدت أنه “في خضم مآسي الحرب اللعينة نترحم على جميع الشهداء الذين سقطوا فيها، ونتمنى عاجل الشفاء للمصابين والجرحى والعودة الآمنة للمفقودين والسلامة لجميع أبناء شعبنا في مناطق الحروب الصابرين على جحيمها والذين أجبرتهم ظروف الاشتباكات المسلحة على البحث عن ملاذ آمن”.
وأثنت القوى في بيانها على جهود الأطباء والطبيبات في السودان الذين “عملوا في أحلك اللحظات وأسوأ الظروف وبدون إمكانيات، بالإضافة إلى “المتطوعين والمتطوعات من شباب وشابات السودان وأعضاء وعضوات لجان المقاومة وغرف الطوارئ في كل أنحاء ولاية الخرطوم الذين تدافعوا طوعا لسد الفراغ الناتج عن غياب جهاز الدولة في مجالات الخدمات الصحية وتأمين الأحياء وتوفير وتنظيم توزيع الاحتياجات اللازمة والضرورية بجانب استقبال القادمين من مناطق الحرب أو المتواجدين بالمعابر الحدودية”.
وأشارت القوى إلى أن “قطاعات أخرى قدمت نماذج مشرفة بغرض تقليل الأضرار على المواطنين خاصة العاملين في مجالي الكهرباء وخدمات المياه أفلحت مساعيهم وجهودهم في مرات عديدة في إعادة تشغيل خدمات الكهرباء والمياه التي تضررت وتوقفت بسبب المعارك وكذلك العاملين في قطاعات البنوك والخدمات البنكية والاتصالات الذين يجتهدون لتوفير هذه الخدمات”.
وتوجهت القوى بالشكر للدول التي أقدمت على توفير المساعدات للشعب السوداني “وتنظيم مباحثات إنهاء الحرب ودعم تطلعات الشعب السوداني المشروعة في الحرية والسلام والعدالة واستعادة الحكم المدني”.
وشددت “قوى الحرية والتغيير” على موقفها “الثابت غير الخاضع لأي مزايداتٍ أو ابتزاز بوجوب إنهاء هذه الحرب وإيقافها فورا ودعم المباحثات المشتركة بين طرفيها في مدينة جدة السعودية وفق المبادرة السعودية الأميركية وصولا لوقف لإطلاق النار وحل القضايا الخلافية عبر حل سياسي شامل يقود للسلام والعدالة ولتحول مدني ديمقراطي وإصلاح أمني وعسكري يؤدي لجيش قومي مهني واحد ينأى عن السياسة”.
وذكرت أنها ترصد”مخططات النظام المباد وحزبه المحلول الهادفة لنقل الحرب لمناطق أخرى وتحويلها لحربٍ أهلية باستغلال إثارة الفتن القبلية واستغلال غياب مؤسسات الدولة”.
ودعت “في هذا السياق كل قوى شعبنا المدنية من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني ولجان مقاومة وإدارات أهلية وجماعات دينية في كل أرجاء وأنحاء وطننا الحبيب للعمل معا وسويا لإحباط هذا المخطط الشرير البائس واليائس وإنهاء آخر حلقات النظام المباد وأحلامه في أن يعود لحكم البلاد أو دكها فوق رأس الجميع عقاباً لكل السودانيين والسودانيات على ثورة ديسمبر التي أنهت حكمهم البغيض الذي امتد لثلاثين سنةً عجاف”.
من جهته، استنكر السفير الأميركي لدى السودان، جون غودفري، القتال الدائر وما أسفر عنه من ضحايا وأضرار في البنى التحتية للبلاد.
وقال غودفري في بيان عبر تويتر إن “أولويتنا وقف إطلاق النار والتوصل لترتيب مفاوضات موسعة بين طرفي الصراع”، مضيفا أن “أولويتنا القصوى وقف إطلاق النار لمدة قصيرة لإيصال المساعدات الإنسانية”.
وأضاف “منذ أكثر من أربع سنوات تقريبا خرج الشعب السوداني إلى الشارع مطالبا بالحرية والسلام والعدالة وتأسيس حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب بأكمله، واليوم تحولت الشوارع التي كانت تعكس للأمل إلى ساحات للمعارك”.
وشدد على أن “الشعب السوداني لن يتخلى عن تطلعاته لحكومة مدنية”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب طموحاته.
ونوه إلى أنه وعلى الرغم من قرار تعليق عمل السفارة الأميركية لدى السودان، إلا أن التزامنا تجاه الشعب السوداني والمستقبل الذي يطمحون إليه لم ينته، الولايات المتحدة ستواصل دعمها المتين للشعب السوداني ومساعدته في وقت الحاجة”.
ومنذ اندلاع المواجهات، في 15 أبريل، تشهد العاصمة السودانية، الخرطوم، حالة من الفوضى ناجمة عن المعارك بين الجيش بقيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”.
وللأسبوع الرابع على التوالي، لازم سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة منازلهم في ظل شح في موارد الماء والغذاء وسط ذعر وارتباك من الأعيرة النارية الطائشة.
وتلبية لمبادرة سعودية-أميركية، أرسل القائدان العسكريان ممثلين عنهما لمدينة جدة، السبت، لعقد مباحثات وصفتها واشنطن والرياض بـ”المحادثات الأولية”.
لكن مصدرا دبلوماسيا سعوديا قال لفرانس برس إن “المفاوضات لم تحرز تقدما كبيرا حتى الآن”، مضيفا أن “وقفا دائما لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة. كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة”.
المصدر:الراكوبة