أفاد رئيس لجنة الإعلام بمجلس التحرير القومي التابع للحركة الشعبية ــ شمال، جاتيقا أموجا دلمان، بأن أكثر من 54 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، بينما توفي أكثر من 850 شخصًا نتيجة الجوع في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق. وقد أعلنت السلطة المدنية للحركة الشعبية في أغسطس الماضي عن حدوث مجاعة في إقليم جبال النوبة “جنوب كردفان” وإقليم الفونج الجديد “النيل الأزرق”.
وفي تصريح خاص لـ “دارفور24″، أوضح جاتيقا أموجا دلمان أن الجوع أدى إلى وفاة 430 شخصًا في إقليم جبال النوبة، حيث كان معظم الضحايا من الأطفال وكبار السن. كما أشار إلى أن عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية في الإقليم بلغ 53 ألف طفل، مما يعكس الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه السكان هناك.
كما كشف دلمان عن وفاة 422 مواطنًا في النيل الأزرق، حيث كان أغلب الضحايا من الأطفال، مشيرًا إلى أن حالات سوء التغذية في الإقليم وصلت إلى 1.223 حالة. هذه الأرقام تعكس الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً من الجهات المعنية لتقديم المساعدة اللازمة.
واعتبر دلمان ان استجابة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للتعامل مع هذه الكارثة كانت ضعيفة جداً، ويعود السبب في ذلك إلى العوائق التي تفرضها الحكومة السودانية في بورتسودان.
قال سكرتير أول السلطة المدنية للسودان الجديد، أرنو لودي، في تصريح صحفي، إن التأخير غير المبرر في توصيل الإغاثة يعرض حياة ثلاثة ملايين مواطن، من بينهم 768,306 نازحين، للخطر.
أوضح دلمان أن حكومة بورتسودان لم توافق على منح موظفي برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تصاريح دخول إلى المناطق المتضررة لمدة 15 شهرًا، مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية.
وصف دلمان هذا السلوك بأنه “جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب”.
وأضاف: “خلال جولة المفاوضات التي جرت في مايو الماضي، قدمت الحركة الشعبية ثلاثة مقترحات عملية لتخفيف الأزمة الإنسانية، كان من ضمنها مقترح يتيح إيصال المساعدات الإنسانية دون الحاجة إلى اتفاق رسمي.”
في الأيام الأخيرة، وصلت مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي إلى ست مناطق في ولاية جنوب كردفان.
أفاد دلمان أن هذه المناطق تضم منطقتين تحت سيطرة الدعم السريع وهما الحمادي والدبيبات، ومنطقتين تحت سيطرة حكومة بورتسودان وهما الدلنج وكادوقلي، ومنطقتين تحت سيطرة الحركة الشعبية وهما حجر الجواد والكرقل، بالإضافة إلى القرى الممتدة على الطريق بين الدلنج وكادوقلي التي تخضع لسيطرة الحركة الشعبية.
أفاد دلمان أن المساعدات ما زالت قليلة بالنسبة للاحتياجات الكبيرة في المنطقة.
وأضاف: “نحن في الحركة الشعبية نرحب بهذه المبادرة، ولكننا نجدد دعوتنا بضرورة توصيل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المناطق الشرقية والوسطى والجنوبية، حيث تعاني هذه المناطق من مجاعة حادة”.
قال دلمان إنه رغم أن الموسم الزراعي في الإقليمين يشير إلى نتائج إيجابية حتى الآن، إلا أن هناك مخاوف كبيرة من تهديدات زراعية، وأهمها الجراد الذي لم يغادر المنطقة منذ الموسم الزراعي السابق بسبب عدم وجود مكافحة فعّالة.
وحذر دلمان من أن استمرار تكاثر الجراد قد يتسبب في تدمير المحاصيل مرة أخرى هذا العام.
تقع منطقة جبال النوبة في جنوب السودان وتغطي مساحة تقدر بنحو 138,000 كيلومتر مربع، بينما مساحة منطقة الفونج الجديدة تصل إلى 83,500 كيلومتر مربع في جنوب شرق السودان.
المصدر: المشهد السوداني