أخبار السودان :
الحراك الطلابي يزعج بايدن وادارته
عرف كثيرون في منطقتنا وفي الغرب ان الحراك الطلابي المتصاعد وبوتيرة عالية وسريعة في البلدان الغربية وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية، عرفوا انه سيقلق الساسة ودوائر صنع القرار في هذه البلدان وهم يخوضون صراعا مع أنفسهم ومع مجتمعاتهم والسرديات الثابتة لفترة طويلة تتهاوى ، والحكومات تفتضح وتسقط في اختبار الأخلاق والقيم بل حتى الالتزام بالقانون ، لكن لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع ان يظهر تأثير الاحتجاجات بهذه السرعة على أعلى الهرم الاداري في أمريكا ، لكنهم انتبهوا لمدي التأثير الذي تركته هذه التظاهرات الطلابية على المجتمع فطفقت دوائر صنع القرار الأميركي مرتبكة قلقة منزعجة وهي تشعر ان الخيط قد يفلت منها ، وابدي رأس السلطة انزعاجه الواضح من آثار ما يجري ، ومن البيت الأبيض – حيث رمزية السلطة والقوة – أصدر الرئيس الأميركي، جو بايدن بياناً بمناسبة عيد الفصح اليهودي، ندّد من خلاله بالاعتصامات التي تقام في الجامعات، وعدَّها دعوة إلى العنف ومعاداة السامية، ويعرف بايدن وادارته ان هذه الاتهامات التي يوجهونها للمتظاهرين ليست سليمة وهم في كلامهم هذا يجانبون الحقيقة ويكذبون على أنفسهم وشعوبهم والاخرين
وتتخوف السلطات الأميركية من تعاظم التيار الليبرالي في الجامعات، لا سيما في جامعات النخبة، وكانت التحقيقات تدور حول التعدي على ممتلكات الغير والمزاعم المتعلقة بمعاداة السامية، لكن الكثير من التركيز كان متجهاً نحو المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية.
ئوتدرك السلطات أن هذا الحراك غير اعتيادي، بل هو مؤشر على تحوّل في الرأي العام الأميركي، الذي سيشكل مستقبل الولايات المتحدة، وربما في غضون سنوات سيكون هذا الاتجاه هو السائد في البلاد، لقد أصبح الشباب قادرين على صنع قرارهم بناء على الحقائق التي تبدّت أمامهم، بعيداً من سطوة اللوبيات، وخصوصاً اللوبي الصهيوني المتجذر في دوائر صنع القرار الأميركي وهذا مايزيد من قلق الرئيس بايدن وادارت لذا نرى كيف ان السلطات الأميركية، التي تتغنى بالديمقراطية وحرية التعبير تعمل على قمع هذه التظاهرات
وتعتقل الطلاب وتضيق على المتضامنين معهم الداعمين لهم.
وكان الكونغرس قد تدخل في الخريف الماضي، قبل أحداث جامعة كولومبيا الأخيرة، واستجوب رئيسات جامعات أميركية عريقة، مثل رئيسة جامعة هارفارد “كلودين جاي”، ورئيسة جامعة بنسلفانيا “ليز ماجيل” ورئيسة معهد ماساشوستس “سالي كورنبلوث”، في جلسات استماع حول معاداة السامية، ودَفْع بعضهن إلى الاستقالة أو التوصية بالإقالة أو الإقالة فعلياً، ويعبر هذا التصرف من الكونغرس على مقدار التخوّف الرسمي من امتداد الاحتجاج الطلابي، وتحوّله إلى ثورة متنامية لا يحسب عقباها.
سليمان منصور