أخبار السودان :
الحج مسؤولية كبرى
لا خلاف ان الحج من المحطات المهمة جدا في مسيرة المسلم ، ومن يحظى بالتوفيق لاداء هذه الشعيرة العظيمة لابد أن ينتبه الي انه مر بمحطة ليست كغيرها من محطات حياته العادية ، ولابد من أن يتغير الإنسان بعد اداء الحج ، ويفترض ان يكون ما بعد هذه الرحلة الايمانية العظيمة ليس كما قبلها ابدا.
فعلى المستوى الفردي يلزم ان يكون الحاج مختلفا عن ما كان عليه قبله ، فمن كان يكتنف حياته بعض التقصير لابد أن يعتبر الحج نقطة التغير االاساسية في حياته ، ومنها ينطلق الي إصلاح عيوبه وعلاج نقائصه ، فالذي لم يكن يتورع في بعض تصرفاته مثلا ، ويقع في بعض المخالفات لاسمح الله – ولو كانت طفيفة – فعليه المحافظة على صحيفة اعماله بيضاء نقية كما انصرف بها من ايام الحج ، وبذا يكون قد حقق الفائدة المرجوة من اداء الشعيرة .
وقد شاع عند الناس واشتهر بينهم ان الحاج يرجع خاليا من الذنوب كيوم ولدته امه ، ويلزم ان يجتهد اي شخص نال التوفيق الالهي وادى الحج ، لابد أن يجتهد ان لايقترف ما يسود صحيفته بعد ان أصبحت بيضاء نقية ، ويتم ذلك بالبعد عن كل ما نهى الله تعالى عنه والالتزام بالطبع بما امر الله به ، ومن الخسارة ان يلوث شخص صحيفة اعماله بعد ان من الله عليه بأن نظفها وصيرها بيضاء نقية.
هذا على المستوى الشخصي والفردي ، وعلى الأمة ككل ان تضع نصب عينيها ضرورة ان التحلى بصورة كاملة بأخلاق الحج من التسامح والصفح والسلام التي عبر عنها النص الشريف بقوله لارفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ، ولو ان الواعون من ابناء الأمة وعلمائها وقادتها لو انهم حرصوا على بث روح الفضيلة في المجتمع وحاربوا اي شكل من اشكال الفتنة لعم الجميع الخير المنشود.
سليمان منصور