أعلن الجيش السوداني استدعاء كامل قوات الاحتياط من ضباط وضباط صف وجنود في القوات المسلحة، واستنكرت بدورها قوات الدعم السريع هذه الخطوة معتبرة أنها تعد “دليلا على فشل الجيش في مواجهته”.
ودعت وزارة الدفاع السودانية في بيان، الجمعة، من لا تزيد أعمارهم عن 65 عاما من قوات الاحتياط مراجعة أقرب وحدة عسكرية، حيث ستقوم قيادة القوات المسلحة باستكمال متطلبات عملهم.
وعللت الوزارة خطوتها هذه بسبب الظروف التي “فرضها التمرد واستهدافه للمواطنين الشرفاء الأبرياء واستخدامهم كدروع بشرية مع نهب ممتلكاتهم واحتلال منازلهم” على حد وصفها.
وطالت أعمال النهب الكثير من المنازل، لا سيما في الأحياء الراقية من العاصمة، الخرطوم، بالإضافة إلى متاجر الأغذية ومطاحن الدقيق والمنشآت الحيوية الأخرى.
تنفي قوات الدعم السريع ضلوعها في أعمال النهب وتلقي بالمسؤولية في ذلك على عدد من الأشخاص تقول إنهم سرقوا الزي العسكري الخاص بأفرادها. ويتمركز معظم مقاتليها في أحياء الخرطوم، بينما يعتمد الجيش على القوة الجوية.
وقال متحدث باسم الجيش إن الاستدعاء سيكون طوعيا. لكن قانون القوات المسلحة السودانية الحالي ينص على بقاء الجنود المتقاعدين على قوائم الاحتياط، مما يجعلهم معرضين للاستدعاء إلى صفوف الجيش بصفة إجبارية. ولا يشمل ذلك الذين أدوا الخدمة العسكرية الإلزامية في السودان لمدة عامين، بحسب رويترز.
وردت قوات الدعم السريع في بيان صحفي، الجمعة، أن “هذه الخطوة تعكس.. يأس وتخبط” الجيش و”فشلهم” في “مواجهة القوات بميدات المعركة ومحاولة الاحتماء بالمواطنين الأبرياء للقتال نيابة عنهم بدلا من المحافظة على سلامة وأمن المواطنين العزل”.
واعتبرت أن هذا القرار دليل على أن “القوات المسلحة مختطفة من قبل عناصر النظام البائد” في إشارة إلى نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير، مشيرة إلى أن صدور هذا القرار من وزير الدفاع يعني تقديمه كـ”كبش فداء” فيما تصفه بـ”المؤامرة”.
وأكدت قوات الدعم السريع أنها ماضية من أجل تحقيق “النصر بالتحول الديمقراطي المدني الكامل”.
وبدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هدنة تستمر أسبوعا دخلت حيز التنفيذ، الإثنين، بهدف السماح بتوصيل المساعدات وتقديم الخدمات بعد المعارك المستمرة بين الجانبين، منذ منتصف أبريل، التي أدت لمقتل المئات وتسببت في أزمة لاجئين.
وعلى الرغم من أن القتال هدأ قليلا، وردت تقارير على مدى الأيام الماضية بوقوع اشتباكات وقصف مدفعي وضربات جوية.
وقالت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك “بغض النظر عن رصد استخدام طائرات عسكرية وإطلاق نار متقطع في الخرطوم، فقد تحسن الوضع في الخرطوم، منذ 24 مايو، عندما اكتشفت آلية مراقبة وقف إطلاق النار انتهاكات جسيمة للاتفاقية”.
وفر نحو 1.3 مليون بسبب القتال في السودان، ونزحوا داخل السودان أو لجؤوا لدول مجاورة.
وقالت وزارة الصحة إن 730 على الأقل قتلوا رغم أن العدد الحقيقي أكبر بكثير على الأرجح.
ومع احتياج نصف سكان السودان البالغ عددهم نحو 49 مليون نسمة إلى مساعدات، قالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن كمية من الحبوب تكفي لإطعام مليوني شخص ستصل السودان على متن سفن.
المصدر: الحرة