أحرز الجيش تقدمًا في منطقة بيت المال في أم درمان، وهو تقدم قد يتيح له استعادة السيطرة على مباني الإذاعة والتلفزيون في شارع النيل. ورجحت مصادر عسكرية لـ”الترا سودان” وضع قوات الدعم السريع في طوق عسكري من اتجاهين.
قال باحث في المجال العسكري إن الجيش قادر على حسم معركة العاصمة بأكملها بالاعتماد على سياسة النفس الطويل
وخاض الجيش يومي الجمعة والسبت معارك وصفت بأنها عنيفة، وتمكنت القوات المسلحة من الوصول إلى خطوط التماس التي كانت تستخدمها قوات الدعم السريع في حي بيت المال لحماية مباني الإذاعة والتلفزيون، وأقام عليه ارتكازات تتبع للجيش.
وقال مصدر عسكري لـ”الترا سودان” إن وصول الجيش إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون في شارع النيل بمدينة أم درمان “مسألة وقت”. وقال إن القوات المسلحة والقوات النظامية هزمت “المليشيا” في عدة نقاط حول هذا الموقع وحطمت التحصينات الأولية.
وفي أم درمان بشكل عام يقول المصدر العسكري إن الجيش وسع من عملياته العسكرية وتقدم إلى العديد من المواقع ويضيق الخناق على “مليشيا الدعم السريع”، مرجحًا سيطرة الجيش على بعض المواقع الحيوية في أم درمان خلال شهر آذار/مارس القادم.
ولا تشكل مباني الإذاعة والتلفزيون أهمية من ناحية إعادة التشغيل بعد أن تم نقل المحطات الإذاعية إلى مدينة عطبرة شمال البلاد، لكن سيطرة الجيش على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تعد “انتصارًا معنويًا” بالنسبة له كما يقول المراقبون.
وكانت نقابة الصحفيين السودانيين حذرت من إبادة الأرشيف الموجود في مباني الإذاعة والتلفزيون، وقالت إن السجلات في قسم الأرشيف تحتفظ بتوثيق نادر للأغاني السودانية والبرامج الإذاعية منذ أربعينات القرن الماضي، ويجب أن لا تتعرض إلى التدمير من طرفي القتال.
وقال المصدر العسكري إن وضع الجيش في أم درمان أفضل من الشهرين الماضيين، وفي ذات الوقت دعا إلى عدم رفع سقف التوقعات، قائلًا إن السيطرة الكاملة على مدينة أم درمان تحتاج إلى وقت أطول والجيش يتعامل بسياسة “النفس الطويل” – على حد تعبيره.
وفي جنوب الخرطوم أدى سقوط قذيفة صاروخية إلى مقتل خمسة مواطنين وإصابة أربعة آخرين اليوم الأحد في قصف مدفعي.
وأحصى ناشطون خمسة قتلى في صفوف المدنيين في حي النهضة بمنطقة الإنقاذ جنوب الخرطوم، قتلوا بسبب سقوط قذيفة صاروخية على موقع مأهول بالمدنيين.
وفي مسعى لتأمين موقعه الميداني في أم درمان قال شهود عيان لـ”الترا سودان” إن قوات الدعم السريع كثفت من الحشود العسكرية في بعض المناطق، ووصلت مركبات عسكرية إلى المناطق الساخنة في سلاح المهندسين.
فيما أكد الباحث في الدراسات الأمنية والعسكرية أحمد بشرى أن الجيش بإمكانه استعادة مبنى الإذاعة والتلفزيون قريبًا، وهو يعتمد على هذا النصر المعنوي لهزيمة الدعم السريع معنويًا، وفي ذات الوقت عينه على أم درمان بأكملها وهي خطط عسكرية تحتاج إلى وقت أطول خاصة مع العوامل التي تساعد الدعم السريع في الحصول على العتاد العسكري والسلاح.
وأضاف في تصريح لـ”الترا سودان”: “يعتمد الجيش على إمكانيات دولة وهو قادر على تزويد نفسه بالعتاد والإمداد عكس قوات الدعم السريع التي تواجه صعوبة في الوقت الحالي في إيصال الإمداد إلى العاصمة الخرطوم”.
وأردف: “معركة العاصمة السودانية محسومة لصالح الجيش ولكن قد تستغرق وقتًا طويلًا، والجيش يدري ذلك وهو غير متعجل”.
ويستخدم الجيش في معارك أم درمان تكتيكات مختلفة منذ معركة فتح خط الإمداد بين منطقة كرري العسكرية وسلاح المهندسين، ومن بين هذه التكتيكات الاعتماد على عنصر المباغتة لشل قدرات الدعم السريع.
المصدر: الترا سودان