الجلاد يواصل الطغيان والاستبداد
تمر الايام ويظل شعبنا يعانى طغيان الجلاد واستبداد الانقلابيين وإصرارهم على مخالفة القانون وانتهاك الحرمات والزج بالعديد من أبناء الوطن فى السجون دون تهم واضحة أو تقديمهم لمحاكمة بل بعضهم ظل محبوسا لاشهر عديدة لم يتم التحقيق معهم اصلا ، هذا غير أن طرق الاعتقال نفسها غير قانونية فالبعض تتم مداهمة منازلهم واقتيادهم إلى أماكن مجهولة مع عدم السماح لهم بمقابلة اهلهم وحتى محاميهم مما يجعلهم عرضة لاستبداد وطغيان الأجهزة الرسمية ، إذ ان كل اعتقال يجب أن تقوم به الشرطة وبعلم النيابة واذنها ، ويلزم أن لايبقى أحد فى الحبس مطلقا دون قرار قضائى واضح او تصريح بذلك من النيابة ، وبكل أسف كثير من حالات القبض والاحتجاز ليس فقط لا تتم فيها مراعاة الضوابط القانونية وانما تتم مخالفتها عمدا فى استهانة واضحة بهذه القيود التى تم وضعها اصلا لتعطيل العدالة ودعم السلطات الانقلابية وتثبيت مشروعها بقمع المعارضين لها ومحاولة وضع حد لأى صوت يجهر برفض سياساتها وما تقوم به من تعد سافر على حق الناس فى حرياتهم واختيارهم لنظام حكمهم ومن يتولى إدارة امرهم .
وفى هذا الصدد ، ومن باب الاطلاع على بعض المخالفات التى ظلت السلطات ترتكبها فى أنتهاك صارخ للمحرمات دعونا نتوقف قليلا مع بعض الأخبار المتعلقة بهذا الأمر .
الاستاذة رحاب مبارك عضو محامو الطواريء قالت التالى لقناة سوا الحرة الأمريكية :
منذ انقلاب 25 أكتوبر قامت السلطة الانقلابية ممثلة في مجلس السيادة الانقلابي بالاضافه الى والي الخرطوم بتفعيل المواد 3 و 5 من أمر الطواريء التي يتم بموجبها القاء القبض واعتقال المواطنين اعتقالا عشوائيا .
هذا الشكل من الاعتقال الغير قانوني يتخذ شكل الاخفاء القسري لأن السلطات تقوم باختطاف المواطنين من الشوارع والبيوت وغيرها وتودعهم السجون دون محاكمات.
انتهت افادة الأستاذة رحاب ، ومن المعروف أنه قد كثرت اعداد المعتقلين في سجون الخرطوم بشكل ملاحظ مما دفع السلطات الى تحويل عدد منهم وتوزيعهم على عدد من سجون الولايات مثل دبك وربك وبورتسودان.
وفى الاخبار أنه تم تحويل 32 معتقلا إلى سجن بورتسودان ، من ضمنهم كبار سن (مابين 65 إلى 70 عاما) ومصابون بأمراض مزمنة ، اضافة الى مجموعات من الشباب .
وذكرت بعض تنسيقيات المقاومة أنه مازال هناك 28 معتقلا من ضمن هذه المجموعه في سجن بورتسودان، اربع منهم تم اطلاق سراحهم بسبب تدهور حالتهم الصحيه جراء عدم تناول الادوية وسوء الرعاية الطبية.
(لؤي) أحد الذين تم إطلاق سراحهم يعاني من ارتفاع شديد في انزيمات الكلى وتمت التوصية الطبية بالاسراع الى تحويله للمستشفى فورا لإحتمال اصابته بالفشل الكلوي .
ويكابد ال 28 معتقلا في بورتسودان معاناة في مياة الشرب ، حيث تقدم لهم المياة (مالحة) ولا تصلح للاستهلاك الآدمي ، ايضا هناك مشاكل في الاطعام والتغذية ، بالاضافة الى سوء الوضع الصحي وانتشار الحميات في السجن .
ثلاث من المعتقلين اصيبوا بالحميات وتم تحويلهم إلى المستشفى، ثم اعادتهم إلى المعتقل من جديد .
أن كل مايحدث للمعتقلين من تعسف ومخالفات اجرائيه سببها أمر الطواريء الذي اطلقه والي الخرطوم والذي يخول السلطات للقبض على المواطنات والمواطنين دون توجيه تهم .
ويتم الحجر على حرية المواطنين بهذا التعسف وهذه المخالفات القانونية لخروجهم في تظاهرات ضد السلطات الانقلابية.
وتمت مخاطبة والي الخرطوم من محامى الطواريء، ووجهوا له احتجاجا على ما يحدث خاصة ان اوامر الطواريء مجحفة وغير دستورية من الأساس ، كما تمت مخاطبة النائب العام أيضا، وقدمت له ثلاث مذكرات قانونية لم يتم الرد على أي منها حتى الآن.
وأفاد محامو الطوارئ أنه لازالت الاعتقالات مستمرة ، وقد تمكنوا مؤخرا وبصعوبة من اطلاق سراح 13 من الثوار الذين تم القبض عليهم في مواكب 19 مايو .
هذه الاعتقالات شديدة التعسف ، ويتم فيها منع اهالي المعتقلين من زيارة ابنائهم ، كما لا يسمح للمعتقلين بمقابلة المحامين في تعد واضح على حقوقهم .
سليمان منصور