كشف موقع “الجزيرة نت”، عن أن الخلاف بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يتجه إلى التهدئة بعد تدخل وسطاء عقب تبني البرهان إجراءات تقلص نفوذ نائبه “حميدتي”.
وكانت مصادر قد كشفت قبل أيام عن أن البرهان يعتزم حل مجلس السيادة وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسته، على أن يستمر في مهامه السيادية إلى حين التوافق على المستوى السيادي الجديد واختيار رئيس للوزراء، وذلك بهدف تقليص نفوذ حميدتي.
مصدر لـ”الترا سودان”: التسريبات الصحفية دفعت مكتب الإعلام إلى الكشف عن لقاء نائب رئيس مجلس السيادة بالشيخ منصور بن زايد
وقال قيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية للجزيرة نت إن ثلاثة من قيادات التحالف أجروا الأربعاء الماضي مشاورات مع البرهان بشأن توقيع وثيقة سياسية جديدة لحل الأزمة في البلاد. وأضاف أنهم استفسروا من البرهان عن اعتزامه حل مجلس السيادة وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأبلغهم أن ذلك لم يحدد، وفهموا أنه لا يسعى إلى اتخاد خطوات جديدة يمكن أن تؤدي إلى نقطة اللاعودة مع حميدتي، واعتبر القيادي أن قائد الجيش ينتهج سياسة “حافة الهاوية” – بحسب تعبيره.
ويزور قائد قوات الدعم السريع، دولة الإمارات العربية المتحدة منذ الأحد الماضي، في زيارة كشف مصدر مطلع لـ”الترا سودان” عن أنها “غير رسمية”، وأن حميدتي “التقى خلالها عددًا من قيادات دولة الإمارات، دون كشف ذلك لوسائل الإعلام”. ولم يرافق حميدتي -بحسب المصدر ذاته- مكتبه الإعلامي، باعتبار أن الزيارة غير رسمية، وأنها “غير معلنة”. وأشار المصدر إلى أن التسريبات الصحفية، دفعت مكتب الإعلام إلى الكشف عن لقاء نائب رئيس مجلس السيادة بالشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزاء ووزير ديوان الرئاسة الإماراتي.
وقال موقع “الجزيرة نت” إن وساطة إماراتية برزت خلال الأيام الأخيرة بين البرهان وحميدتي الذي يزور أبوظبي منذ الأحد الماضي، حيث التقى الخميس الشيخ منصور بن زايد وناقش معه تطورات الأوضاع في السودان، وأكد المسؤول الإماراتي دعم بلاده الاتفاق الإطاري لحل الأزمة السودانية.
وأضاف الموقع أن صحف محلية صادرة الجمعة ذكرت أن وزير الدولة للخارجية والتعاون الدولي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك وصل إلى الخرطوم أمس في زيارة سرية سلم خلالها رسالة إلى البرهان من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، دون مزيد من التفاصيل.
وذكر موقع الجزيرة نت نقلًا عن مصادر قريبة من القصر الرئاسي إن ما أثار قلق المؤسسة العسكرية والبرهان هو تبني حميدتي استشارة قيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير، ويساري من أحد أفراد قبيلة الرزيقات العربية التي ينحدر منها قائد الدعم السريع. وذكرت المصادر أن الرجلين أقنعا “حميدتي” بأن حل مشكلته الداخلية وتحسين صورته ومعالجة ما ارتكبته قواته من تجاوزات صارت عبئًا عليه يتطلب تقديمه إلى الخارج عبر مساندة الاتفاق الإطاري لحل الأزمة السودانية الذي تدعمه الدول الغربية، ومحاربة الإسلاميين مثلما فعل قائد قوات الشرق الليبي المشير المتقاعد خليفة حفتر، مما دفع الدول الغربية للتعامل والتعاون معه.
وأفادت المصادر ذاتها بأن القيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير “دغدغ” مشاعر حميدتي وأطلق عليه “زعيم المهمشين في السودان”، وأنه لأول مرة في تاريخ السودان منذ الثورة المهدية في القرن الماضي يصل “رجل من غرب السودان إلى موقع الرجل الثاني في الدولة”، وأنه “بات قريبًا من حكم البلاد” عبر تحالف عريض وعد بإنشائه، وأن قوات الدعم السريع هي الأنسب لتكون “نواة لجيش قومي”، لأن “الإسلاميين طوال حكم البلاد لنحو (3) عقود استطاعوا تمكين كوادرهم في المؤسسة العسكرية”.
وكشفت مصادر مقربة من نائب رئيس مجلس السيادة إلى أن بعض مستشاريه وساسة يثق بهم نصحوه بالتهدئة وعدم التصعيد في الخلاف مع البرهان، “لأن المؤسسة العسكرية تقف خلفه وظروف البلاد لا تحتمل صراعًا يمكن أن يؤدي إلى فوضى أمنية”، وأضافت أن ذلك ساهم في خطاب متوازن الأحد الماضي، تعهد خلاله “حميدتي” بدمج قواته في الجيش والانسحاب من العملية السياسية كما نص الاتفاق الإطاري.
المصدر: الترا سودان