تقرير مصور صادم جدا من اعداد وتقديم الإعلامية الأستاذة لينا يعقوب قدمته قناتا العربية والحدث ، هذا التقرير الصعب دعانا إلى التفكير واعادة السؤال حول المسؤول عن فض اعتصام القيادة العامة قبل ثلاثة سنوات.
التقرير يتحدث عارضا بالصور مشهدا مؤلما لألف وسبعة عشر جثة بقيت فى مشرحة بشائر جنوب الخرطوم لم يتم دفنها واكرام الميت دفنه كما ورد فى الأثر الشريف.
المشاهد حصرية للعربية والحدث من داخل مشرحة بشائر لتكدس الف وسبعة عشر جثة من مجمل ثلاثة الف جثة تتوزع بين ثلاثة مشارح رئيسية فى العاصمة الخرطوم بلا دفن منذ ثلاث سنوات.
إن تشريح الجثمان ودفنه ليس امرا صعبا لكن ماهى العقبات التى حالت دون دفن هذه الجثامين.
مدير مشرحة بشائر الدكتور عقيل سوار الذهب يجيب على السؤال الاساسى ما هو سبب تكدس هذه الجثامين؟
قال الدكتور عقيل : فى العام 2019 منعتنا لجنة المفقودين من تشريح ودفن الجثامين مجهولة الهوية ونحن نستقبل يوميا مابين جثمانين إلى ثلاثة جثامين فى مشرحة بشائر ، ويومها صدر لنا توجيه من مدير هيئة الطب العدلى هاشم فقيرى فحواه ان لجنة المفقودين اخطرته ان لا نشرح ولاندفن ، وتكدست الجثث وصارت ازمة كبيرة منذ 2019 ، وإلى الآن
النيابة تبحث عن السبب الدافع لقرار غريب ادى لهذه الازمة الكبيرة ومن المسؤول عنه.
هذه المشاهد الكارثية الصعبة والغير انسانية تسببت فى تداعيات صحية وبيئية خطيرة ، ولم تقف هذه النتائج السالبة على العاملين فى المشرحة فحسب وإنما امتدت لتطال عوائلهم واسرهم فضلا عن جيران المشرحة والمحيط القريب منها.
المشرف على العمال فى المشرحة الاستاد عبد الباقى تحدث عن بعض هذه التداعيات الصعبة فقال هذا التكدس للجثامين الذى ترونه فى المشرحة اثر على العاملين نفسيا وجسديا واجتماعيا فنحن مثلا نحمل هذه الروائح حتى إلى منازلنا ويتاذى منها أهلنا واذا دخلت المشرحة بهاتفك مثلا فان الروائح النتنة تظل عالقة به حتى عند وصولك البيت مما يؤذى الاهل والجيران وكل زائر لنا فى البيت ، هذا فضلا عن معاناتنا فى مكان العمل من الحشرات والديدان والغازات المنبعثة من هذه الجثامين.
وختمت الأستاذة لينا يعقوب تقريرها المؤثر بقولها من يرى هذه الجثامين المكدسة فكانه يسمعها تصرخ ادفنونى اكرموا مثواى.
سليمان منصور