أخبار السودان:
كشف المنسق العام للجبهة الثورية، عضو هيئة، قيادة الحزب الديمقراطي الأصل ورئيس كيان ومسار الشمال، محمد سيد أحمد الجاكومي، عن عملية تواطؤ، منعت الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من التوقيع على ميثاق الحرية والتغيير . وجزم في الوقت نفسه، بتضحية الحزب بحاتم السر للمشاركة مع النظام السابق، في الوقت الذي كان يخطط في الخفاء لإسقاط المخلوع بالتعاون مع مدير مكتبه، الفريق طه.
وقال الجاكومي ألا أحد يستطيع المزايدة على الحزب الاتحادي الديمقراطي، منوها إلى حوالي 90% أو 75% من الموارد التي كانت تأتي للاعتصام كانت من قبل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.
وفي السياق ذاته شدد بتمسك الجبهة الثورية، برئاسة المجلس التشريعي، وعده حق من حقوقها، واصفا حكومة الفترة الانتقالية الثانية، بحكومة الفرصة الأخيرة، مؤكدا ان فشلها، سيؤدي الى انتخابات مبكرة أو انقلاب، في وقت رهن فيه نجاحها، بنجاح مؤتمر باريس. عدد من المحاور تجدونها في سياق الحوار التالي:
]كيف تمضي الاجتماعات والترتيبات، بشأن المجلس التشريعي؟
= تمضي ببطء. نحن اجتمعنا قبل حوالي 10 أيام ولم نتجمع مرة أخرى حتى هذه اللحظة .
]لماذا؟
= هناك بطء كما ذكرت في التشكيل. تم تكوين لجنة من 12 عضوا، 6 من الحرية والتغيير و3 من الجبهة الثورية (أ) وثلاثة من الجبهة الثورية (ب) للاتفاق على الهيكلة العامة للمجلس، وإعداد اللائحة وعدد اللجان، ومازال العمل جاريا.
]ماهي الفترة الزمنية المتوقعة لتشكيل المجلس التشريعي؟
= كان من المفترض، أن يكون الأسبوع الماضي، لكن لم يتم الفراغ من المجلس، نسبة للبطء الذي ذكرت.
]هناك جدل حول رئاسة المجلس، ما الذي حدث بشأنها، وهل مازلتم، أطراف العملية السلمية، تتمسكون بالرئاسة؟
= رئاسة المجلس التشريعي، حق من حقوق الجبهة الثورية، فإذا نال المكون العسكري، رئاسة المجلس السيادي، وحظي الشق المدني على رئاسة الوزراء، فمن، حقنا كشركاء أن ننال، رئاسة التشريعي، ولذلك فإن رئاسة التشريعي، من نصيب أطراف العملية السلمية.
] ذكرت أن الفترة الانتقالية تمضي في مسارين، إما الانقلاب أو الانتخابات المبكرة، لكن وقبل وقوع ما أشرت إليه، كيف تنظر لحكومة الفترة الانتقالية الثانية، بعد أن أصبحتم جزءا منها، سيما أنك من المؤمنين، بعدم وجود ما يسمى بحكومة الكفاءات، وهل يمكن أن تقدم، إنجازا يجعل الفترة تكمل سنواتها الثلاث دون الحاجة إلى الانقلاب أو الانتخابات المبكرة؟
] أنا في اعتقادي أن هذه الحكومة هي حكومة الفرصة الأخيرة، وقد ذكرت ذلك، لحمدوك، خلال اجتماع مجلس الشركاء. قلت إن هذه الحكومة، إذا فشلت، سيؤدي فشلها الى انتخابات او انقلاب.
] مداخلة .. إذاً أنت، تتنبأ بفشلها ولذلك وضعت الفترة أمام هذين الخيارين؟
= ليس كذلك، لكن لا يمكن ان يخرج الناس لإسقاط نظام من أجل الأوضاع الاقتصادية، ويسقط النظام، ويفاجأوا عقب عامين، أن ما خرجوا إليه لم يتحقق، وأنهم ما زالوا يقفون في الصفوف ويبحثون عن الوقود والغاز. عقب عامين والأزمة مازالت موجودة ورغم ذلك الناس يصبرون، لأنهم يعشقون الحرية والديمقراطية، ولكن ليس لأنهم يعشقون الفشل. ورغم ذلك أقول، دعونا ندعم هذه الحكومة ونعمل على رفدها ونتمى ان نجد مكونا خارجيا يدعمنا دعما حقيقيا حتى تحل الضائقة المعيشية لأنه كما ذكرت، لا يعقل، أن يخرج المواطنون بسبب الأزمات وبعد عامين يجدون ذات الأزمات.
] ماهي مقومات، نجاح الحكومة، برأيك؟
= نجاحها قائم إذا نجح مؤتمر باريس، غير كدا يصبح الأمر مجرد (ونسة ) .
] دعنا نعرج بالحديث، على المستوى الحزبي هناك حديث عن أن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، كان سيوقع على إعلان الحرية والتغيير ولكن تم التواطؤ عليه؟
= نعم.
] كيف ولماذا؟
=قبل ان أجيب على هذا السوال، أريد ان أقول لك ان المعارضة كانت تتم إدارتها من داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي. الاجتماعات للحرية والتغيير كانت تتم ، داخل شقة شقيقي عمر سيد أحمد سر الختم، التي قمنا بتفريغها تماما لإدارة العمل المعارض في أوج عظمة الثورة، في ديسمبر ، وبعد آخر اجتماع عقد في حزب دار الأمة تم تكليف عمر، بإعداد الاجتماع وتنظيمها وتحديد مواقيتها، وكان ذلك يتم في داخل الشقة في العمارات شارع 41. وفي يوم 26 يناير ٢٠١٩ كان الاجتماع التأسيسي لإعلان الحرية والتغيير ، في دار حزب المؤتمر السوداني ترأسه عمر الدقير كنت أنا وأخي موجودين وممثلين للحزب وحتى عندما اعترضت مريم الصادق على وجود الحزب الاتحادي الديمقراطي، قلت لها هل تريدين المزايدة علينا كمعارضين للنظام أم ماذا، فقالت إنها لم تعن ذلك، وإنما أرادت ان توضح، فقلت لها نحن لدينا مجموعة مع عمر البشير، ومجموعة في الشارع، فعلى الفور صمتت وتم التأمين داخل الاجتماع على الحزب الاتحادي الديمقراطي أن يكون متواجدا، وفي اليوم الثاني للاجتماع الذي تم في دار المؤتمر السوداني، أي يوم ٢٧، كان هناك اجتماع داخل شقة شقيقي عمر، والتي تم اعتقالنا فيها، عقب متابعة جهاز الأمن لمريم، بعد خروجها من الاجتماع، وأيضا عمر الدقير. اقتحموا الشقة ولم يجدوا غيري وبمعيتي شخص آخر، وتم اعتقالنا. وعندما تم اعتقالي كان يجب ان يوقع شقيقي عمر باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي ، ولذلك غاب الحزب الاتحادي الديمقراطي، لكن تم التواكد عليه، ولم يمرر عليه الميثاق، للتوقيع عليه وبكذا خرجت قيادة الحزب الاتحادي من المشهد، وقلت لهم مبروك عليكم الفترة احكموا كيف تشاءون ونلتقيكم في الانتخابات القادمة .
وصديق يوسف عندما اعترض على وجود الحزب الاتحادي الديمقراطي، في احد اجتماعات الحرية والتغيير، قلت له إن الحزب له دور، وأوضحت له كيف أنني وقفت عندما تم الإفراج عني في المعتقل وكيف رفضت الخروج إلا عقب الإفراج عن بقية المعتقلين، بعكسه، بعد ان تناول كيسه وخرج على الفور عندما تم الإفراج عنه، عندها قال، علي الريح السنهوري ان الحزب الاتحادي الديمقراطي، قاد الثورة وقدم تضحيات، وطلب من أحمد ربيع، ان يأتي بالميثاق، حتى نوقع عليه، لكن أحمد ربيع قال إنه تم حرق الورق عندما تم اعتقالنا، ولم يأت بالميثاق، وتم( التواكد) علينا.
] بهذا الحديث، يتضح أن التوقيع كان سيكون عبركم أنتم كفصيل، لكن قيادة الحزب بقيادة مولانا الميرغني كانت مع الإنقاذ؟
= للتوضيح أنا لم انشق عن مولانا الميرغني أنا ظللت أعمل في معارضة الانقاذ طوال الـ 30 عاما وأنا متدثر بلباس الحزب الاتحادي الديمقراطي، وعندما ذهبت وظهرت في أول اجتماع للمكتب القيادي في باريس في العام 2017 أخذني ياسر عرمان على مبدأ الشفقة، جانبا وأخبرني انه يريد التحدث الي جانبا، وعبركم أحييه تحية كبيرة، فهو من أشطر السياسيين السودانيين وأذكاهم، ويستحق أعلى المراتب ولكنه زاهد في مسألة السلطة. أخذني وأخبرني ان قدومي وظهوري في المكتب القيادي للجبهة الثورية، سيعمل على تعميق أزمة الحزب الديمقراطي وتشتيته، وانقساماته، وذكر لي انه يخشى ان أكون انقسمت عن مولانا الميرغني وأتيت الى باريس مغاضبا، فقلت له أبشرك، انني خرجت من فيلا الميرغني الى المطار ومن المطار الى هنا.قلت له إنني جئت للانضمام الى الجبهة الثورية، ولم انشق من مولانا وأتيت بعلمه، ودعمه ودعم الحزب لأن لدينا أزمة داخلية داخل الحزب وصراع ومحاولة آخرين ان يمضي الحزب في اتجاه المؤتمر الوطني ولذلك تمت التضحية بحاتم السر وتم الدفع به للمحافظة على وحدة البيت الميرغني والحزب الاتحادي الديمقرطي من الانشقاق الداخلي.
أنا كنت عضوا في الجبهة الثورية لكن (اندر تيبل) يعني الناس لم يكن يعرفون ذلك إلا مجموعات صغيرة مثل ياسر ومني وعلي تراي، وكنت في كل عام أذهب الى أديس لاجتماعات الجبهة الثورية وفي العام 2016 عندما كانت الحكومة تمنع المعارضين من الخروج، خرجت، تحت ستار الاتحاد السوداني لكرة القدم ، وذهبت لانتخابات سيكافا، وحينها كتب الرشيد علي عمر صفحة كاملة كيف سمح لمحمد سيد أحمد بمغادرة البلاد وهاهو يذهب لمقابلة المتمردين ويريد ان يشعل الوسط الرياضي داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي، كان هناك من يعارض الإنقاذ وهناك من ضحى مثل حاتم السر على الرغم من حديثه الذي ذكره، وبشهادة ياسر عرمان نفسه فان حاتم السر، رغم انه كان وزيرا إلا أنه كان ينسق معهم في العمل المعارض، ومعه الفريق طه عثمان مدير مكتب المخلوع، على كيفية إسقاط النظام وعندما تأتي إفادة من شخص مثل ياسر على ان حاتم السر وهو وزير ويعمل في العمل المعارض فهذا يدل على أن الاتحادي حزب عصي ولا أحد يزايد عليه .
] جميع ما ذكرت، يمثل مواقف شخصية، لكن الحزب كان مشاركا للنظام، حتى سقوطه؟
= أنا كنت المتحدث الرسمي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وعودي لكل تصريحاتي كناطق رسمي للحزب تجدينها ضد الحكومة بالرغم أن هناك في جزء يسير لا يساوي 1٪ موجود في الحكومة، وفق ترتيبات محددة مثل حاتم. وانا كمتحدث رسمي وقعت، على ميثاق الحوار الوطني، الذي كان في حزب الأمة في 17 يناير 2018 عقب الموكب الشهير لميدان المدرسة الأهلية الذي أغرقه، جهاز الأمن، بمياه الصرف الصحي قبل يوم من المسيرة. بعد هذه الموكب جلسنا في دار حزب الأمة ووقعنا أكثر من 33 فصيلا سياسيا ، انا وقعت ولم يخرج السيد محمد عثمان الميرغني، ولم يخرج الحزب بيانا أو طعنا في توقيعي .نحن جزء من الحراك.
] لكن رغم ذلك الحزب كان جزءا من النظام؟
= لا .
] جزء وبمباركة مولانا؟
= لا ليس بمباركته مولانا أنا ذهبت للجبهة الثورية بمباركته.
] هذا على المستوى الشخصي؟
= لا نحن كنا نمارس العمل بتكتيك. صحيح ان هناك جزءا من الحزب سقط وليذهب غير مأسوف عليه، لكن الحزب لم يسقط .
] الحزب الاتحادي الديمقراطي سقط مع النظام؟
= لم يسقط، أنا وقعت كمتحدث رسمي ومولانا، لم يخرج ببيان وذكر أن محمد سيد أحمد لا يمثل الحزب .
] لكن في ذات الوقت لم يعلن انسلاخهم من البشير؟
= أنا كمتحدث رسمي عندما أوقع، فهذا يعني ان الحزب وقع لأن الحزب مؤسسة مولانا رفض إملاءات البشير عندما طلب منه فصل التوم هجو وعلي محمود من الحزب رفض ولذلك ليس هناك أحد يستطيع إنكار دور الحزب الاتحادي في إسقاط النظام. هل تعلمين أن الموارد التي أتت للاعتصام، حوالي 90% او 75% منها، أتت من الحزب. .
] الحزب الاتحادي الآن يمضي في مسار مختلف، وقد وقع مع الحركة الشعبية؟
=لأن ليس هناك قوة تستطيع تجاوزه لأنه ملح الأرض اينما ذهبت تجدينه ، الحزب بقيادة مولانا موجود والذي يحاول ان يتجاوزنا نقول له ابحث عن موطء قدم غير السودان وأقول لكم ان خلال شهرين سترون حزبا غير الذي رأيتموه، سيكون هناك حزب اتحادي ديمقراطي لإعادة صياغة الواقع السياسي ولترتيب الحياة القادمة ولإعادة إنتاجه.
] ماذا بشأن الانشقاقات، وإعادة ترتيب البيت الداخلي؟
= ليس هناك انشقاقات.
] إذاً ماذا عن الأحزاب المنشقة؟
= ليس هناك سوى حزب اتحادي، واحد وهو الذي، يقوده السيد محمد عثمان الميرغني.
] وبقية الأحزاب؟
= هذه أحزاب صوالين ولما الحزب يخرج إلى الشارع، الشارع سيخرج معه.
] كيف مولانا الآن، ومتى سيعود؟
= نخطط لعودته قريبا.
] هل بصحة جيدة؟
= نعم وبرهان قابله.
صحيفة الانتباهة