أخبار السودان :
الثورة الاسلامية تقلب المعادلات
باستغراب ودهشة نظر كثيرون – في العالم الإسلامي وخارجه – الى هذا الفقيه القادم من الحوزة العلمية في قم والنجف والذي ينادي بإسقاط النظام في بلده متحدثا عن ان البلاء الذي لحق بالشعب الايراني مرتبط بشكل اساسي بأمريكا وإسرائيل وارتماء الشاه في احضانهم، وتعويل هذا الرجل في دعوته الى التغيير على الشباب ومقولته المشهورة عند بداية حراكه الثوري ان انصاره وجنده الذين سوف تنتصر بهم الثورة هم جموع الشعب مع تاكيده على ان الشباب هم اصحاب الدور الاكبر ومناط بهم الوصول الى التغيير المنشود ان شاء الله.
وحق للمراقبين ان يندهشوا فهم لايعرفون هذا الفكر الثورى الذي يعتنقه هذا الثائر الكهل، فاغلبهم كان تصوره عن الاسلام ناقصا ولم يتعرف على هذا الجانب الذي يطرحه ويتمثل به الامام الخميني وهو يتأسي بالامام على في سعيه لاقامة العدل ومقارعة الباطل وفي ثورة الامام الحسين التي قامت للتصدي للظلم ومحاربة الانحراف والعودة بالناس الى تعاليم الدين الحنيف، ومن هذا المنبع استقى زعيم الثورة الاسلامية ومؤسس الجمهورية الإسلامية فكرته وكان مؤمنا بما يطرح متفائلا بتحقيق الهدف الذي ينشده ومضى في طريقه غير ابه بالتهديد الى ان تكللت جهوده بالنجاح وافلح مع تلاميذه ومحبيه في صناعة التغيير الكبير الذي هز اركان العالم وأحدث زلزالا مرعبا ، وعلى حراك الامام الخميني ونجاح ثورته ترتبت نتائج كبرى وهامة مازالت اثارها باقية وستبقى ان شاء الله متجذرة عصية على الاقتلاع ، لاتخيفها المؤامرات ولا تردها عن قناعاتها محاولات الترهيب والترغيب.
وقد غيرت الثورة الإسلامية وجه العالم و الجغرافيا السياسية في المنطقة وشاهدنا تأثير هذه الثورة على كثير من الشباب في العالمين العربي والإسلامي وحتي في ارجاء مختلفة من العالم.
ونرى اليوم كثيرا من البلدان خاضعة تماما لسيطرة امريكا وواقعة تحت نفوذها بما في ذلك بعض البلدان الكبرى لكنهم مستسلمون لامريكا، وهناك دول تقول بملئ الفم لا لامريكا رافضة الخضوع لها ومن هذه الدول ايران التي تقارع الظلم والاستكيار وتدعو لسيادة قيم العدل والانصاف والاحترام ورفض الاملاءات ،ويتوافق مع ايران اخرون سواء التقوا معها في الخصوصيات وكثير من النفاصيل كمحور المقاومة او كان التقارب بينهم في العموميات والعناوين العامة،
وقد استطاعت ايران ومع محور المقاومة اعادة الموازین مرة اخری.
والتصدى للاحادية القطبية التي سيطرت على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
سليمان منصور