قال رئيس مسار الوسط باتفاق جوبا للسلام وعضو الهيئة القيادية بالحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية التوم هجو إن السودان “تجاوز مرحلة التوترات ودخل مرحلة الخطر، ولم يعد يفصلنا سوى طلقة واحدة ليصبح وضعنا أشبه بما يقع في طرابلس ودمشق وبغداد”، على حد وصفه.
وأضاف هجو في لقاء مع برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، مساء الخميس، أن بيان الجيش السوداني الذي دق ناقوس الخطر بخصوص تردي الوضع الأمني العام في البلاد لا يقدم جديدًا، وأن القيادات السياسية السودانية دقت هذا الناقوس منذ عام 2019.
وتابع هجو قائلًا إن “قيادة الجيش تتحمل تبعات هذا الوضع، لأنها منحت الشرعية لجسم غير شرعي”، على حد قوله.
وشدد عضو الهيئة القيادية بالحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية أن السودان دخلت مرحلة الارتداد، وأصبحت أمام أزمة حقيقية أخذت شكل “مواجهة بين القوات النظامية ممثلة في وحدات الجيش وقوات الدعم السريع”.
واعتبر هجو أن هذه التطورات ليست في صالح الشعب السوداني، مؤكدًا أن المكون العسكري سواء من الجيش أو قوات الدعم السريع وقّعوا جميعًا على الاتفاقات السياسية التي شهدتها السودان، وأصبحوا جميعًا جزءًا من المعادلة السياسة السودانية.
وقال “من الذي أخرج هذا الاتفاقات السياسية وقدمها هدية للمبعوثين الدوليين؟”، مضيفًا أن هناك عددًا من الموفدين الدوليين الذين يريدون استغلال هذا الوضع والدخول في المشهد السياسي من أجل تغيير مساراته.
وأعرب مبعوثو فرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي إلى السودان عن قلقهم العميق إزاء تصاعد التوتر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وأوضح المبعوثون الغربيون في بيان أن هذه الإجراءات التصعيدية تهدد بعرقلة المفاوضات نحو تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية، داعين القادة العسكريين والمدنيين إلى اتخاذ خطوات فعالة للحد من التوتر.
من جهته، أوضح الخبير القانوني محمد عبد الله ود أبوك، أن أزمة الخلاف بين طرفي المكون العسكري أزمة سياسية، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع قدمت مجموعة من المغالطات حول الوضع الداخلي وقامت بمجموعة من التحركات غير المفهومة، على حد وصفه.
وقال ولد أبوك، إن السودانيين جميعهم يعرفون أن وحدات الدعم السريع جزء من الجيش النظامي السوداني، و”أن سكوت الجيش عن هذه التحركات هو الذي ساهم في خلق هذه الأزمة السياسية”.
وأضاف قائلًا “هذه الأزمة ليس لها جذور في المجتمع السوداني وهي أزمة عائمة عابرة”، ولا بد لطرفي المكون العسكري من العودة للحوار، والسعي لتحقيق أمن السودان بدل التسبب في أزمات لا يمكن التكهن بمآلاتها.
المصدر : الجزيرة مباشر