أكد السفير القطري لدى روسيا، الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني، أن التنافس التجاري وفي مجال الطاقة يعد أمرا طبيعيا وإيجابيا للأطراف المتنافسة وللسوق نفسه، مشددا على رفض فكرة اعتبار قطر “المخلص” المنقذ من الغاز الروسي التي يطلقها بعض السياسيين.
وقال أحمد بن ناصر لوكالة “سبوتنيك”، ردا على سؤال حول وصف بعض السياسيين والاقتصاديين لقطر بالمنافس القوي والمخلص من هيمنة الغاز الروسي: “التنافس في المسائل التجارية أمر طبيعي وسليم بل وإيجابي إن كان للأطراف المتنافسة كما وبالنسبة للأسواق. وفي الواقع تتواجد دولة قطر عبر صادرات الغاز في أسواق تتواجد فيها صادرات الغاز الروسي، وبالتالي التنافس تجاريا قائم بين بلدين شريكين”.
وأضاف سفير قطر: “ولا أجد أنه من المناسب هنا الحديث عن “التخلص من هيمنة الغاز الروسي”. هناك أسواق نتشارك العمل فيها ويحاول كل طرف تحسين موقفه، وهذا كما أشرت أمر سليم تجاريا، والقواعد التجارية فقط هي التي تحكم الشراكة والتنافس”.
وتابع بن ناصر: “بروز المنافسات في أسواق الطاقة ليست بالأمر الجديد. دوما حيث توجد تجارة هناك تنافس. وهذا على العكس يعزز الحاجة باستمرار عمل المنتدى، بما فيه خدمة لمصالح جميع الأعضاء الرئيسيين والمراقبين”.
وأشار السفير القطري، إلى أن “منتدى الدول المصدرة للغاز ومقره في الدوحة كما تعلمون يواصل عمله بشكل طبيعي”، مذكرا بأن “الدوحة استضافت عام 2011 القمة الأولى لقادة الدول الأعضاء، فضلا عن عدد من الاجتماعات على المستوى الوزاري للمنتدى، والذي تم تأسيسه بهدف زيادة التنسيق بين الدول المنتجة للغاز، وبناء آلية لحوار فعال بين منتجي الغاز ومستهلكيه، من أجل استقرار العرض والطلب في أسواق الغاز”.
وأكد السفير أحمد بن ناصر آل ثاني تمسك قطر “بأهداف ومبادئ العمل ضمن هذه الإطار”، مشددا على أن “السوق العالمي كبير جدا والغاز مهم جداً”.
تعتبر قطر أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي في العالم فعلى الرغم من امتلاكها ثالث أكبر احتياطي إلا أنها لا تستهلك كمية كبيرة، لذلك يبلغ حجم صادراتها السنوية نحو 77 مليون طن، على عكس روسيا التي لديها أعلى احتياطي من الغاز في العالم إلا أن استهلاك الغاز الطبيعي كبير محليا وتصدر سنويا نحو 10.8 مليون
ويذكر أن منتدى الدول المصدرة للغاز، هي منظمة تضم الدول الرائدة في مجال إنتاج وتصدير الغاز في العالم: الجزائر وبوليفيا وفنزويلا ومصر وإيران وقطر وليبيا ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة وروسيا وترينيداد وتوباغو وغينيا الاستوائية، كما تضم المنظمة بصفة مراقب، كلاً من العراق وكازاخستان وهولندا والنرويج وعمان والبيرو، وتملك هذه الدول، 67% من احتياطي الغاز في العالم.
وتعد أوروبا من أكبر مستوردي الغاز في العالم، فتحصل عليه من روسيا عبر أنابيب الغاز وقد سجلت شركة “غازبروم” الروسية في عام 2018 رقماً قياسياً مطلقاً للصادرات إلى الدول غير الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، وبلغ حجم توريد العاز إلى أسواق أوروبا وتركيا 201.7 مليار متر مكعب، بينما تصدر قطر الغاز المسال عبر السفن البحرية، فتعتبر شركة “ناقلات” القطرية شركة رائدة عالميا في مجال نقل الطاقة، التي تشغل أكبر أسطول لنقل الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم.
وقد تحدثت تقارير عن توجه الدوحة نحو رفع صادراتها إلى القارة العجوز عبر زيادة حجم أسطولها من ناقلات الغاز البحرية، وتوقيعها عقود لرفع السعة التخزينية للعاز في أوروبا، فقد وقعت شركة مملوكة لقطر وشركة “ناشيونال غريد غرين” للغاز الطبيعي المسال في بريطانيا اتفاقية طويلة الأمد لتخزين الغاز الطبيعي المسال وثم إعادته إلى حالته الغازية. ما يمكن الشركة القطرية من استغلال السعة التخزينية لمحطة “آيل أوف غرين” لاستقبال نحو 7.2 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
التنافس التجاري وفي مجال الطاقة
سبوتنيك