أخبار السودان :
التفاوض هو الحل والا فالكل خاسر
اشهر عشر اكملتها هذه الحرب الباطشة اللعينة ، التي كلما استمرت تضاعفت معها معاناة المواطنين ، ومما يؤسف له ، ويزيد من معاناة الناس ان المتحاربين لا يٱبهون بمعاناة المواطنين ، ويستمرون في توعد بعضهم بالهزيمة والسحق ، كما قال المجرمان حميدتي وبرهان في اخر ما نسب اليهما قبل ايام.
ظل المتحاربون يمضون في حربهم التي دمرت الوطن ، وألحقت بالجميع خسائر فادحة كان يمكن تجنبها بتجنب الذهاب للحرب اصلا ، وحتي بعد ان وقع المحذور وتقاتل الاخوة فانه كان الاجدي بهم الاستماع لصوت العقل ، وعدم المراهنة على تحقيق الحسم العسكري في الميدان لان غالب المحللين الموضوعيين وكثير ممن هم على الارض يشاهدون الوقائع كلهم كانوا على ثقة ان الحسم العسكري صعب المنال على الفريقين ، ومافتئ المنصفون منذ اليوم الاول لاندلاع الحرب يؤكدون على ان اللجوء بصدق للتفاوض وحل الخلافات وانهاء معاناة الناس هو الطريق الاسلم ، بل الوحيد ، ولو ان الفريقين اتصفا بالحكمة والعقل لذهبا الى هذا الطريق وجنبا الوطن والمواطن كل هذا القتل والدمار والخسائر الكبيرة التي حاقت بالجميع ، لكن طرفي الحرب كما يبدو بعيدين جدا عن هذا المامول فهما – معا – ينفذان اجندة الخارج الذي يحركهما معا ، ويصل بهما الى مبتغاه بعلمهما او دونه.
وقد استشبر اهل السودان خيرا باولى محاولات التفاوض التي انعقدت في جدة برعاية السعودية وامريكا ، ومع ان الرياض وواشنطون لكل عارف بهما لايرجي منهما خيرا لكن كثيرا من اهل السودان كانوا ينتظرون ان تسفر المفاوضات عن انفراجة ، وكان ذلك منذ شهر مايو اي بعد اقل من شهر على اندلاع الحرب ، ومضت العراقيل امام منبر جدة ، ثم جاء لقاء دول جوار السودان الذي التأم بالقاهرة ، وتم تشكيل لجنة قررت انعقاد اجتماع لها في انجمينا بعد جولة قام بها وزير الخارجية المصري للدول المعنية ولم يحدث تقدم ، وجاء منبر الايقاد والخلاف الكبير الذي تم حوله ، ثم محاولات لاطراف سودانية لايقاف الحرب ودفع المتقاتلين الى التفاوض ، وتشهد اديس ابابا وجوبا وغيرها من المدن بهذا الحراك.
ان ما يلزم التأكيد عليه ان الحرب لن تؤدي الا لمزيد من الدمار والبؤس والمعاناة ، وعلى الجميع العمل على ايقاف هذه المعاناة.ِ
سليمان منصور