التعويل على أمريكا وهم وسراب
فر الأنباء ان الولايات المتحدة الأمريكية تحدثت هذه الأيام عن ضرورة وضع حد لمعاناة السودانيين وانهاء الحرب التى زادت على العام ، وبحسب المندوب الأمريكي للسودان فان وزير الخارجية الأمريكي قال في اتصال له مع نظيره السعودي ان على الجميع دعم جهود التوصل لاتفاق ينهي الحرب وتذليل العقبات امام الطرفين ليخرج منبر جدة بنتيجة ينتظرها السودانيون وغيرهم ممن يتمنون عودة السلام الى السودان مهددا بان العالم قد يضطر الى اتخاذ قرار بتشكيل قوات تدخل دولية تفرض فض النزاع وذلك حال فشل جهود الوساطة في حمل الأطراف المتصارعة على التوصل لاتفاق سلام.
ويؤمل البعض في ان تثمر الجهود ألامريكية في انهاء الأزمة ، وهذا ما يتمناه كثيرون ، ولو ان السلام تحقق فهذا هو المهم بغض النظر عن الجهة التى عملت على تحقيقه إذ انه مطلوب لذاته ، ويستبشر بعض الواهمين السذج منتظرين أن تعمل أمريكا على دعم التحول المدني الديموقراطي في البلد باعتبار أنها تؤمن بأهمية الديموقراطية لكن هل هذا الكلام صحيح؟ وهل حقا سوف تسعي أمريكا لدعم التحول الديموقراطي في العالم وتقف ضد الحكومات الشمولية والديكتاتوريات في العالم؟
واهم ساذج مغفل من يظن ان أمريكا تقف ضد الحكومات الشمولية وتدعم نضال المدنيين لاحداث التحول في بلدانهم باتجاه الحكم المدني ، فامريكا لاتراعي غير مصالحها ولا شان لها بالشعوب فهي مع الحكومات الدكتاتورية الباطشة بشعوبها الظالمة القاتلة طالما تحقق هذه الدكتاتوريات لها مصالحها ، وهي مع المدنيين الذين لايرفضون السير في ركابها والعمل على تحقيق مصالحها بينما كل من ينشد استقلالا لبلده وتمسكا بحقه في حرية اتخاذ القرار دون خضوع ورضوخ لامريكا فهو غير مقبول عند الامريكان.
ان أمريكا لن تدعم المدنيين لأنها تريد لشعوبهم ان يحكموا أنفسهم بانفسهم ، ومن ينتظر دعمها عليه أن يسلم لها.
أمريكا لاتهتم بالمدني ولا العسكري ولا الشمولي ولا التعددي وإنما تهمها مصالح يلزم ان يعمل من يريد العون منها ان يوافق على تحقيقها ، ولامريكا محاذير يجب اجتنابها وحتى لو تعارض ذلك مع مصلحة وطنية عليا ، ومن يلتزم بذلك يتم الترحيب به عسكريا او ملكيا او شموليا او تعدديا
سليمان منصور