التطبيع أنغماس فى الخيانة
البعض يقع فى اشتباه كبير ، ووهم بالغ ، وهو يظن ان التطبيع مع العدو الصهيونى مسألة بسيطة وعادية ، يمكن أن تمر على الناس دون أن تسبب لهم حرجا ، وان من رفضها لا يعدو ان يكون فقط معبرا عن رأيه فى قضية خلافية ، وان من ايدها ودعمها ليس خارجا عن المألوف ولا مخالفا للثوابت والقطعيات ، ولا شك أن كلا القولين خطأ كبير فالتطبيع انغماس فى الخيانة وتاييد للظالم المعتدى الغاصب المجرم القاتل فكيف والحال هذه يكون للشخص الحق فى دعم التطبيع ؟ أليس هذا اشتراكا فى الجرم ، نعم انه كذلك لذا لن يكون الشخص مخيرا بين تاييده او معارضته ، فالتطبيع جريمة أخلاقية قبل أن يكون قضية سياسية.
إن الاعتراض على التطبيع يعنى رفض الظلم ومناصرة المظلومين وهو موقف تفرضه الاديان والاعراف والاخلاق والقيم والفطرة السليمة وبالتالى كل من يقف ضد التطبيع يكون متسقا مع نفسه صادقا مع ذاته بعكس من يؤيدون التطبيع فهؤلاء بلا شك يشعرون فى قرارة أنفسهم ان اى دعوة منهم للالتزام بالقيم والوقوف مع الحق إنما هى محض ادعاء لايصدقه الواقع الخارجى.
ومن المعروف ان معاداة التطبيع لاتعنى باى حال من الأحوال معاداة اليهودية كديانة ولا التوراتيين بحسب انتسابهم وإنما الدعوة لرفض التطبيع دعوة لمعاداة الصهيونية باعتبارها حركة متطرفة مجرمة بعيدة عن العدل والانصاف.
ومن جميل ما كتب عن هذا الموضوع نقرأ المقتطفات التالية التى توضح بصورة كاملة الخطأ الفادح الذى يقع فيه مؤيدو التطبيع عندما يرون أنفسهم محقين فى قبولهم به،
وهذه بعض الاختيارات.
– التطبيع مع الصهاينة ذُلٌّ واستسلام، وانحرافٌ عن الإسلام، وخيانة لمكتسبات الأمة وإرثها التاريخي والحضاري والثقافي والعلمي.
– التطبيع مع الصهاينة يعني التّحليق بعيداً عن الأخلاق والقيم الإنسانية.
– التطبيع مع الصهاينة خيانة للأجيال، وللسودان، ولإفريقيا، وللعالم الاسلامي، والعربي، ولأحرار البشرية.
– التطبيع مع الصهاينة انحرافٌ عن الأديان وعن المعتقدات وعن مبادئ السماء، الدّاعية إلى التّوحيد وعدم الاعتداء على الغير وعلى حقوقه ومقدّساته..
– الكيان الصهيوني إحدى أدوات الاستعمار لإذلال العرب والمسلمين، والاعتداء على الشعوب الحُرّة وتركيعها، والتطبيع معه حرامٌ لأنّه مضِرّ بالأمة ومصالحها.
– دعوةُ دُوَلٍ السودان للتطبيع وحثّه عليه تدخُّلٌ في شؤون السودان الداخلية، ومصادرة لموقفه، وهو إضرارٌ بسيادة السودان ، واعتداءٌ على إرادة شعبه، وإنّ ذلك مرفوضٍ من أيٍّ كان، أصدقاءَ كانوا، أو أشقاء مزعومين.
– الشقيق يدأبُ في إرادة الخير لشقيقه، ودعوة أشقاءُ السودانَ إلى التطبيع ليس إرادةُ خيرٍ، لأنّ التطبيع من ألفه إلى يائه ليس منه خيرٌ، بل إنّ ضَرره أكثر من نفعه، وهو شرٌّ مُطلق.
نكتفى لهذا القول. ونؤكد حقيقة واضحة وهى ان التطبيع جريمة مكتملة الأركان تستوجب إيقاع أقسى العقوبات بهؤلاء المخالفين.
سليمان منصور