الترفع عن الصغائر.. الشهيد سليمانى نموذجا
القادة الكبار وأصحاب المشاريع العظيمة والهادفة الذين تعود جهودهم بالخير على الجميع ، هؤلاء القادة تراهم دوما في صف الكبار ، الذين لا
يوقفهم اي اعتراض لطريقهم مهما كبر ، وما يميز هؤلاء العظام ترفعهم عن الصغائر ونظرهم للامور من الزاوية الكلية والكبرى.
من هؤلاء الذين يترفعون عن الصغائر دوما ويبتعدون عن كل ما يثير المشاكل الشهيد الفريق قاسم سليمانى الذي تمر هذه الأيام ذكري استشهاده ، وسنتوقف أدناه مع نماذج من سيرة هذا الرجل وترفعه عن الصغائر.
في صراعه مع الاستكبار ، والتصدي للظالمين ، وعمله المستمر لدعم المظلومين والمستضعفين ، كان الشهيد سليمانى مثالا للقادة البعيدين عن اى صغيرة المهمومين بالقضايا الكبرى ، وقد حققوا النجاحات الباهرة والنتائج على الأرض تشهد بذلك.
ونحن نعيش ذكري استشهاد هذا الرجل لابد ان نتذكر بعض الادوار الهامة التى كان يضطلع بها فى اكثر من منطقة ، وجهوده فى التصدى للارهاب سواء تمثل فى ارهاب الدولة التى تمارسه امريكا وربيبتها اسرائيل او ماتقوم به ادوات امريكا واسرائيل فى المنطقة من عمليات ارهابية بلا فرق فى طبيعة هذه الادوات فبعض حكوماتنا والحركات التكفيرية الارهابية سواء فى هذا الامر ، فكلهم اداة للاستكبار ومنفذ لمخططاته وعامل من اجل تحقيق سياساته وتنفيذ رغباته ، لكل هؤلاء تصدى الشهيد وابلى بلاء حسنا وادى دوره المنوط به فى تفان ونكران ذات ، وكان حريصا على الاهداف الكلية غير مشغول مطلقا بصغائر الامور وما يتوقف عنده البعض من تفاصيل قد تعطل جهود التصدى للاستكبار والصلف الامريكى الصهيونى ، لذا كان الرجل بعيدا عن كثير من المحطات التى يتوقف فيها البعض ، والشهيد فى جهوده وحراكه وصولا لهدفه لم تحده الحدود الضيقة فلا حواجز الجغرافيا وقفت عائقا بينه وبين رسالته فكما كان ينشط فى محيط ايران وجوارها الجغرافى فيقيم العلاقات ويحرص على الارتباطات مع الافغان والعراقيين كان ايضا يمارس نفس الدور فى التصدى للكيان الصهيونى وقد ارتبط بعلاقات مميزة مع المقاومين فى فلسطين ولبنان ولم يقل ان هذه ليست ساحتى او ليس هذا محيطى فحيث ما كان هناك مستضعف يحتاج للعون وامكن الشهيد التواصل معه لم يكن يتوانى ، بل انه ذهب ابعد من ذلك وكانت له ادوار غير معلنة ولم يتم تسليط الضوء عليها حفاظا عليها وحماية لها ، وكانت هذه الانشطة تتمثل فى التنسيق مع المناهضين لامريكا خارج المنطقة ، وقد كشف وزير الخارجية الايرانى – يومها – الدكتور محمد جواد ظريف فى لقاء تلفزيونى مع قناة الميادين بعد استشهاد القائد سليمانى كشف عن مهام للشهيد كان يطلع بها فى امريكا اللاتينية وارتباطات مع بعض المناهضين لامريكا فى مناطق بعيدة جدا عن منطقتنا ، وان كل هذه الانشطة كانت تتركز فى هدف نهائى واحد – وان اختلفت التفاصيل – الا وهو مناصرة المستضعفين والتصدى للاستكبار ومحاربة الارهاب.
أيضا لم تكن تؤطره أطر مذهبية ضيقة ، فهو مع المسلم وغير المسلم طالما كان العنوان رفع الظلم ومجابهة الظالمين والتصدي للمستكبرين ، وهو إلى جانب أخيه السني كما هو مع الشيعي طالما كانا يتصديان للظلم والإرهاب ، وقد شهدت مسيرته الجهادية انه كان فوق اى عنوان يثير خلافا او يترتب عليه انشقاق ، وكل من عرفه سواء تعامل معه ام لا فهو يدرك هذه الحقيقة.
هذا جانب مهم من حياة الشهيد لابد أن يطلع عليه الجميع ويعرفونه ، لأنه يبطل كثير من الدعايات المغرضة والاكاذيب التى يروج لها الاعداء لتشويه صورة من يتصدون لهم ويبطلون مخططاتهم وعلى راس هؤلاء الشهيد سليمانى.
لقد ذهب الرجل الى ربه وهو مؤمن بقضيته التى عاش لها وقضى عمره فيها واستشهد عليها فرحمه الله حيا ويوم استشهد ويوم النشور.
سليمان منصور