أخبار السودان :
التدخل الخارجي كان وبالا علينا
عرفت السياسة السودانية تارجحا في المواقف يعزوه كثيرون لمؤثرات داخلية وخارجية ، ونحاول الإشارة لبعض هذه التدخلات الخارجية في سياستنا الداخلية واوضاعنا المحلية وماجره ذلك علينا من بلاء والاثار السالبة التي ترتبت على حشر الخارج انفه في امورنا او لنقل نتيجة قبولنا بان نكون مطية للاجنبي يعبر بنا الى داخل البلد ويوظفنا كادوات لخدمة اجندته ، ونحن سادرون في التيه ، غير منتبهين لما يراد بنا ، وماسيجري على بلدنا ، او يكون بعضنا – على الاقل – عارفا بانه اداة للاضرار باهله وبلده ، وهذا اشد ضررا واكبر سوءا.
واذا تفحصنا قليلا في تاريخنا السياسي وجدنا حكامنا وقادتنا – الا ما ندر – واقعين في هذه المٱساة ، اذ يبتعدون عن همومنا وشأننا الداخلي ، ويضعون ايديهم في ايدي الخارج طمعا في تثبيت عروشهم ، فنميري مثلا بدأ مواليا للشرق ، طارحا الاشتراكية ، حتى اذا حاول الشيوعيين الانقلاب عليه انقلب هو على المعسكر الشرقي ، ككل ومالأ الغرب ، ووصل به الحال الى مناصرة مصر السادات في اتفاقيتها مع العدو الصهيوني بكامب ديفيد ، ثم عمد الى التوافق مع الصهاينة عبر المخابرات الأمريكية في انجاز تهجير الفلاشا الى إسرائيل فيما عرف بعملية موسى ، ثم سقط الرجل غير مأسوف عليه ، وجاءت الحكومة الانتقالية والحكومة المنتخبة ثم انقلاب البشير الذي اذاق البلاد الويلات وجر على الشعب البلاء ، وكانت طامة عهده تحالفه مع السعودية والإمارات في حربه على اليمن المظلوم ، والان ونحن نعيش احدى اسوأ فترات العمل السياسي السوداني ، والحرب تطحن الناس ، حري بنا ان ننبه الى خطورة التدخلات الاجنبية علينا ، فقد اشعل الخارج الحرب وغذاها، ووضع مصير البلد في كف عفريت، والان يواصل الخارج تأزيم اوضاعنا عبر عرقلته التوصل لتوافق ينهي الحرب ويضع حدا لمعاناة الناس.
ان التدخلات الخارجية في امورنا لن تقودنا حتما الا الى مزيد من المشاكل والبلاء ، وان اردنا إخراج البلد من هذه المعاناة فعلينا قطع يد الخارج عن بلادنا.
سليمان منصور