التاثيرات الخارجية على الأزمة السودانية
ما انفكت العديد من القوى الإقليمية والدولية تتدخل فى الشأن السودانى ، وتسعى للتاثير فى تفاصيل الحراك ، ورسم الخارطة لحاضر ومستقبل البلد ، متعاونين فى ذلك مع عدد من أبناء السودان ممن ارتبطت مصالحهم باعطاء الاجنبى مساحة يتحرك عليها ، ويبسط نفوذه ، وآخرين ليس بالضرورة ممن تحركهم للتعاون مع الاجنبى المصالح ، وإنما يعملون وفق قناعة ان لاخير يرتجى من أبناء الوطن ، او انهم لوحدهم لن يفعلوا شيئا ، وإنما يلزم ان يستعينوا بالاجنبى حتى يحققوا مايأملون ، وهؤلاء لايملكون ثقة فى أنفسهم ، لذا تراهم يراهنون على الاجنبى ويخضعون له.
وفى هذا الصدد لايمكن اغفال التدخل السافر للامارات فى شؤوننا الداخلية ، فهى التى سعت عبر سفيرها فى الخرطوم (الجنيبى) إلى ضخ المال ، والتدخل المباشر فى تفاصيل الحراك ، وخاصة ايام الثورة على البشير وما بعد سقوط النظام ، إذ وجد العديد من
السياسيين السودانيين أنفسهم محاصرين بدعوات من الإمارات تصل احيانا إلى ترغيب هؤلاء الساسة فى تبنى رؤى معينة ربما تقدر ابوظبى انها تخدم مسيرتها ، وتحقق الهدف الذى ترجوه فى السودان ، سواء كان هدفا تسعى له الإمارات لوحدها وتحقيق ما تعتبره مصلحة لها ، او باعتبارها شريكا للاخرين ، او حتى عاملا لمصلحة الكبار ، وفى نهاية المطاف كلها تدخلات اجنبية تفسد
الممارسة السياسية السودانية وتصعب فرص الوصول الى حل للازمة المستفحلة فى البلد.
وما قلناه عن الإمارات هو نفسه ما يقال عن السعودية ومصر ، فكلهم يتدخلون ويسعون بشكل او اخر الى فرض اجندتهم ، مما يسهم فى تازيم الأوضاع المازومة اصلا.
ولايمكن اغفال الدور الخبيث لامريكا وبريطانيا فى أضعاف فرص الحل ، فتاثير دول الاستكبار كبير ، ودورها واضح فى إفساد الشأن السودانى.
وعلينا كسودانيين ان نعى جيدا حجم الاستهداف الذى تتعرض له بلادنا ، والجهود الجبارة من الخارج لتعطيل مسيرتنا ، وكل من منطلقه الخاص يعمل على اعاقتنا ، والوقوف بيننا وبين الوصول الى توافقات تساعدنا على تجاوز ازمتنا ، ولنعرف ان الحل سودانى لاغير.