استجاب قائد الانقلاب البرهان لضغوط رئيس وزرائه حمدوك التلويح بتقديم استقالته بشأن إعادة مديري البنوك الحكومية. وأصدر البرهان قراراً لغى بموجبه قرارته الانقلابية السابقة التي أنهت خدمة مديري بنوك وقادة في الخدمة المدنية. وعلل الغاء قراراته بأن نصوصها لم تكن تتضمن إعفاء أو إنهاء خدمة الموظفين المعنيين بالقرارات، وعليه يمكن إعادة الذين شملتهم القرارات وفق الضوابط والإجراءات القانونية والإدارية.
وأفادت متابعات (مداميك) أن يوم الأمس قد شهد اتصالات مكوكية لاحتواء استقالة رئيس وزراء الانقلاب بدأت بقائد الانقلاب الذي أتصل بحمدوك لحثه على التراجع عن قرار استقالته في الوقت الذي التقى فيه قائد مليشيات الدعم السريع حميدتي معه لثنيه عن الاستقالة التي أعلن حمدوك عزمه على تقديمها عقب مواجهة مع قائد الانقلاب البرهان حول قرارات إنهاء وتعيينات قائد الانقلاب لموظفين في الخدمة المدنية، وقام من رئيس وزرائه بإلغائها وإعادة تكليف الذين تم فصلهم من الخدمة. وأيضاً تأخر إعلان مجلس الوزراء بسبب رفض حمدوك تشكيل الحكومة تتضمن وزراء من الحركات المسلحة الموقعة في اتفاقية جوبا، وبناءً على دعمهم للانقلاب.
وأفادت مصادر (مداميك) أن حمدوك مصمم بالفعل على الاستقالة، وأن توقيت الإعلان عنها مسألة وقت فقط بعد أن لمس الرفض الشعبي القاطع لاتفاقه الإطاري مع البرهان، وأيضاً التحديات التي يواجهها لتشكيل حكومة تكنوقراط. وأضافت أنه أرجأ إعلان استقالته استجابة لدعوات محلية ودولية، في حين قلل المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان من احتمال استقالة رئيس الوزراء حكومة الانقلاب فيما يقول مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة على اتصال ومكالمات هاتفية مع حمدوك والبرهان وأنها تعمل على تشجيع قادة السودان على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة.
ورأى الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هدسون في تغريدة على توتير أن السبب الرئيس لاعتزام حمدوك لتقديم استقالته التمثيل الوزاري للموقعين على اتفاقية جوبا. وقال “إن هناك العديد من الأخبار المثيرة للاهتمام، على الرغم من أنها في الغالب لا تستند إلى أدلة، لا سيما الجدل القائل بأن حمدوك لا يريد توقيع جوبا في حكومته، والتي بناءً على سجلهم الحافل ودعمهم للانقلاب يعد ذلك خطوة ذكية ومع ذلك، طالما إستمرت الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الدولية الأخرى في اعتبار اتفاقية سلام جوبا ذات مصداقية، فقد يكون من الصعب عليهم دعم الجهود الرامية إلى حرمان الموقعين من دورهم القانوني في المضي قدماً، حتى لو كانوا في نهاية المطاف حصان طروادة في الداخل. الحكومة المدنية”.
وكشف المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان في لقاء مع قناة الحرة التلفزيونية عن أن الولايات المتحدة على أتصال مع حمدوك وقلل من إحتمال استقالته. وقال “هذا شيء إفتراضي”. وأضاف “اطلعت على التقارير التى تتحدث عن استقالته وكنا على اتصال مباشر مع رئيس الوزراء حمدوك اليوم”. وقال إن حمدوك “محبط من محاولاته للمضي قدماً في العديد من القضايا”.
وأشار فيلتمان إلى أن حمدوك يحاول الترويج لعملية انتقالية تؤدي إلى حكومة ديمقراطية مدنية في السودان. ووصف حمدوك بـ “لاعب مهم للغاية” في العملية الانتقالية الجارية. وقال إنه يمثل العنصر المدني في الترتيبات المدنية – العسكرية. لكنه استدرك أن “القضية لا تتعلق به ، ولكن بثقل المدنيين داخل السلطة الانتقالية والدور الذي يجب أن يلعبوه في التأثير على مسار الانتقال”. وقال “هذه هي الأشياء التي يجب أن يتحرك بشأنها ، وربما يكون ذلك قد أحبط رئيس الوزراء حمدوك”.
المصدر: مداميك