أعلن رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان قبوله مبادرة طرحها الطيب الجد، أحد مشايخ التصوف، من أجل التوافق الوطني للخروج من الأزمة الراهنة، في حين دعت ما تسمى لجان المقاومة إلى التظاهر اليوم الأحد ضمن “مليونية” جديدة تطالب بالحكم المدني.
وفي كلمة ألقاها أمس السبت أمام حشد من المصلين بشرق الخرطوم، حث قائد الجيش عبد الفتاح البرهان السودانيين على التكاتف للعبور بالسودان إلى بر الأمان، وناشدهم نبذ العنصرية والقبلية والجهوية.
ووفقا لمصادر سودانية، فإن مبادرة الشيخ الطيب الجد (رئيس نداء أهل السودان للتوافق الوطني) تدعو إلى التوافق على تعيين رئيس وزراء مستقل وتشكيل حكومة غير حزبية تتولى السلطة لفترة انتقالية قصيرة.
وتنص المبادرة على ألا تتعدى الفترة الانتقالية عاما أو عاما ونصف العام على أن تليها مباشرة انتخابات حرة ونزيهة.
ومطلع يوليو/تموز، أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان انسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار الوطني، ودعا القوى السياسية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية مدنية.
من جهته، قال محمد حمدان حميدتي، نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، إنهم في المجلس مع الحكم المدني شريطة أن يكون من خلال الحوار الذي يشارك فيه جميع السودانيين.
وأضاف حميدتي في خطاب جماهيري في الجنينة بإقليم دارفور (غرب) أن السودان ليس مِلكا لأحد، وأنه يجب أن يتم التحاور من أجل اختيار من يمثل البلاد، وفق تعبيره.
وكان حميدتي قال قبل أسبوع إن المؤسسة العسكرية قررت أن تترك أمر الحكم للمدنيين وأن تتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية.
ترتيبات دستورية
سياسيا أيضا، نقلت صحيفة “سودان تريبيون” أمس عن القيادي في قوى الحرية والتغيير -المجلس المركزي- محمد الفكي سليمان قوله إن قوى الثورة تنوي إعلان ترتيبات دستورية ورئيس وزراء مدني خلال أسبوعين مع منحه صلاحيات واسعة لوضع الجيش أمام الأمر الواقع، وفق تعبيره.
وأضاف الفكي أن القوى المعنية بهذه الخطوة هي الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام، ولجان المقاومة، وكيانات مدنية أخرى تقاوم ما وصفه بالانقلاب.
احتجاجات جديدة
في هذه الأثناء، دعت لجان المقاومة السودانية إلى خروج مظاهرات اليوم تحت مسمى التعايش السلمي وتتخللها المطالبة بالحكم المدني.
وكانت قوات الأمن السودانية أطلقت أمس الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين بحي بري شرقي الخرطوم.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بحكومة مدنية وإبعاد العسكريين عن السلطة.
وفي أم درمان، نظمت مجموعة من النساء مظاهرة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.
إنتاج الذهب
على صعيد آخر، قال تجمع المهنيين السودانيين إن متوسط إنتاج الذهب هو 65 طنا وفق تقارير رسمية.
وأضاف تجمع المهنيين -في بيان- أن معدل الكميات المصدّرة هو 27 طنا وفق بنك السودان.
وكشف البيان أن البلد فقد أكثر من 10 مليارات دولار من عائدات الذهب ما بين عامي 2017 و2020 بسبب سوء الإدارة والتهريب وربما التخزين.
وشدد تجمع المهنيين السودانيين على أن هذه الموارد كانت كفيلة بتصحيح الأوضاع الاقتصادية في السودان، مشيرا إلى دور من وصفهم بمرتزقة شركة فاغنر الروسية في التدفقات المالية غير المشروعة في السودان أو دول أفريقية متمتعة بالموارد النفيسة.
يذكر أن تقريرا لشبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية ذكر أن تواطؤ روسيا مع القيادة العسكرية مكّن من تهريب أكثر من 32 طنا من الذهب بعائد يقارب ملياري دولار خلال العام الماضي.
المصدر: الراكوبة