أخبار السودان :
البرهان وزمرته – لا الحرب-سبب البلاء
كثيرون يعزون ما نعانيه من مشاكل اقتصادية وارتفاع كبير في الاسعار
اضافة الى عدم وصول المرتبات الى العاملين بالقطاعين العام والخاص
يعزون ذلك الى الحرب ، وانها احالت حياة الناس الى ضنك ، وصعب على الكثيرين المواصلة بشكل طبيعي ، كثيرون يعزون ذلك الى الحرب وتداعياتها ، لكن الدكتور حافظ الزين صاحب الدكتوراة في الاقتصاد السياسي والتنمية الاقتصادية يرى إن المسؤول الأول عن اختفاء المرتبات وزيادة معدل التضخم النقدي في السودان بعد يوم 15/4/2023 ليس هذه الحرب وانما قرار تعسفي للبرهان بتحويل موازنة الفصل الأول الى فصل الطوارئ لتمويل هذه الحرب باستشارة جبريل ، والذي نفذ هذا القرار الفردي فورا علما ان ميزانية الجيش هي 80% من ميزانية الدولة ولاحاجة لمرتبات العمال والتي لا تساوي 7% من الميزانية العامة.
واخطأ محافظ بنك السودان بتنفيذه أوامر البرهان بتحويل موازنة المرتبات لتمويل الحرب ، وهو أمر يتعارض مع قوانين البنك المركزي اذ يفترض ان تكون مؤسسته مستقلة لا تتبع للجيش ولا أي مؤسسة أخري سوي البرلمان .
أن المسؤول عن سقوط الاقتصاد السوداني إعتبارا من يوم 6/13/2018 هم ثلاثة أطراف :
الأول: الفلول ودولتهم العميقة
الثاني: قادة الجيش
الثالث : دكتور جبريل
واليوم التضخم هو الرابع علي مستوي العالم ويصل الى %600.
نعم في أزمنة الحروب يتداعي الاقتصاد في المدي الزمني المتوسط والطويل وليس القصير لأن الموازنة العامة دائما سيما الفصل الاول ما يكون تم اعداده للسنة الحالية والسنة القادمة.
وبالتالي فإن التعلل بأن الحرب الحالية الدائرة في السودان هي سبب توقف المرتبات هو نوع من الخداع الكاذب الكذوب. وتحديدا لسنة 2023 بأكملها.
أما كون الحرب سبب في زيادة معدل التضخم بما يعادل 600% فهذا التعليل يعتبر بمثابة ردة اقتصادية ومتاجرة سياسية واقتصادية كالحة القلب والروح ، لان صعود معدل التضخم بهذه الوتيرة ناشيء عن تراكم أسباب ليس من بينها الحرب الحالية.
ومن أهم تلك الأسباب التراكمية علي سبيل المثال ما يلي:
1- الكتلة النقدية المتداولة خارج الجهاز المصرفي بما يعادل 90% من حجم الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي والتي تم تقديرها بحوالي90 تريليون جنيه سوداني في30 اغسطس 2022.
2- الدولرة النقدية شبه الكاملة مما يؤدي إلي زيادة الطلب على العملات الأجنبية وبالتالي إرتفاع أسعارها .
وقد تصاعدت حدة هذه الدولرة بعد حدوث مجزرة فض الاعتصام وانقلاب البرهان في يوم 25/10/2021 وقد فشلت المالية في معالجة هذه الظاهرة
يا أيها الشعب السوداني الكريم اخرج في مظاهرات عارمة من اجل مرتباتك التي تم نقلها لبند الطواريء فلا حرب في الدنيا تمنع المرتبات.
هذه المرتبات الزهيدة والتى لا تساوي شيئا بالنسبة لميزانية الجيش
لاحرب في التاريخ توقف مرتبات العاملين والا على قادة الدولة مسؤولية اخلاقية وهي تنحيهم جميعا واما ادعاء نقل هذه المرتبات الزهيدة لبند المجهود الحربي فهو كذب وتضليل في ظل عدم وجود الدولة والرقابة والمراجع العام .
سليمان منصور