البرهان وحميدتى توتر أم انسجام
اشتغلت الميديا فى الأيام الماضية بحديث حميدتى عن نميرى ، وتمجيده له ، ووصفه له بأنه أفضل من العسكريين الحاليين ، فى موقف فهم البعض أنه أتى فى إطار التعريض بالفريق البرهان ، وسط انتشار أنباء عن توتر فى العلاقة بين الرجلين ، ومع أنهما وفى افطار رمضانى نظمه الدعم السريع ، وحضره الفريق البرهان ، حاولا التأكيد على قوة العلاقة بينهما ، وان مايثار عن وجود خلافات بينهما ليست إلا إشاعات مغرضة لن يلتفتا إليها ، لكن مازال الناس يرجحون أن الامور بين الرجلين ليست على ما يرام ، وان حديث حميدتى مؤخرا عن نميرى أتى فى هذا السياق .
المراقبون يؤكدون أن تيرمومتر التوتر بين الرجلين فى تصاعد متواصل ولايدرى أحد متى تحين لحظة الانفجار والوصول إلى نقطة اللاعودة ، ويتحدث العارفون عن أن اكثر من اخاف البرهان وآثار غضبه هو انفراد حميدتى ببعض الملفات دون الرجوع أو التشاور مع البرهان فيها ، وعلى رأسها موضوع العلاقات مع إسرائيل وتداعيات ذلك .
وكان الفريق البرهان قد أحتج لدى الصهاينة معترضا على تنظيمهم لقاءات مباشرة مع الدعم السريع وقياداته دون تنسيق مع البرهان أو المؤسسة العسكرية ككل ، ودون أن يلقى الضباط الصهاينة بالا أثناء زياراتهم للخرطوم أكثر من مرة إلى مجرد التواصل مع الحكومة كجهة رسمية ، ولايراعون البروتوكولات الواجب اتباعها فى مثل هذه الأمور ، وكانت وفود صهيونية قد التقت اكثر من مرة فى الخرطوم بحميدتى وشقيقه عبد الرحيم ، وسافر الأخير إلى فلسطين المحتلة برفقة قيادات عسكرية وأمنية من الدعم السريع ، والتقوا قادة امنيين وعسكريين صهاينة ، فى إدارات وزارة الدفاع والموساد ، وبحثوا امورا مشتركة بينهم ، قيل إن من بينها التنسيق لتولى الدعم السريع مهاما عسكرية وأمنية فى السودان وبعض دول الجوار ، لذا جرى الحديث عن امتلاك الدعم السريع برامج تجسسية إسرائيلية تم تدريب بعض الضباط عليها فى فلسطين المحتلة ، إضافة إلى مايقال عن سعى الدعم السريع الى امتلاك طائرات مقاتلة فى اطار خطته لبناء جيش متكامل ، والحدبث الذى. يتداول عن خضوع أفراد من الدعم السريع الى تدريب فى دبى ، تحت إشراف مباشر من طيارين فى سلاح الجو الإسرائيلي ، هذه الأمور وسواها هى التى وترت العلاقة بين حميدتى والبرهان ، واخافت الاخير من إمكانية تخلى الصهاينة وحلفائهم الغربيين والعرب عنه ، واحتمال خضوعه للمساءلة عن العديد من الملفات وعلى رأسها ملف مجزرة فض اعتصام القيادة فى نهاية يوليو 2019.
لايمكن تصديق البرهان وحميدتى فى قولهما أن العلاقة بينهما سمن على عسل ، والشواهد على تباعد الرجلين متضافرة ويمكن لأى واحد منهما أن سنحت له الفرصة أن يغدر بالآخر فلا امان لهما .
سليمان منصور