البرهان وحميدتى.. اشتداد الخلافات
ليس سرا الحديث عن اتساع الهوة واشتداد الخلافات بين الفريق البرهان ونائبه الفريق حميدتى ، ورغم بذل العديد من الجهات – ومنهم الإمارات العربية المتحدة ، صاحبة اليد الطولى او لنقل العصا الغليظة على الطرفين – محاولات لتضييق الشقة بين الرجلين ، ومعالجة الخلاف ، الا ان ما طفح فى وسائل الإعلام ، وما تم من تراشق بين الجهتين ، أوضح ان البون أصبح شاسعا ، وقد يصعب رتقه بعد اتساع الفتق. وقد حاول الطرفان توظيف تعقيدات العملية السياسية الحالية كساحة لابراز التباين فى وجهات النظر بينهما ، واعتبارها هى الساحة الأنسب لصراعهما ، حتى يبعدا الجانب الشخصى ، ويدعى كل طرف ان خلافه مع الاخر إنما جاء حول الشان العام ، وان التراشقات مهما زادت واحتدت فسوف تبقى حصرا على الشان العام ، وتكون العلاقات الشخصية فى مكانها. إن ما يثير القلق لدى الناس بشكل عام هو زيادة حدة الخلافات ، ودخول العديد من الملفات فى هذا الصراع ، وارتباط بعضها بقوى اقليمية ودولية ، قد تقتضى حساباتها يوما ما اختيار التصعيد ، الذى قد يفضى للمواجهة ، مما ينعكس باثاره الخطيرة على عموم البلد ، التى تعانى من اضطراب لايحتمل المزيد من الصراع والتمزق. ويعول البعض على جهود تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة سعيا للتهدئة ، وفى هذا الإطار نفهم زيارة الفريق البرهان للامارات ، ولقاءه الشيخ محمد بن زايد ، وبعد عودته للخرطوم غادرها حميدتى إلى الإمارات ، فى زيارة غير معلنة ، وفى الغالب ان يتقدم الخلاف بينه والبرهان الملفات المبحوثة مع القيادة فى الإمارات ، ان لم يكن هو الملف الوحيد ، وفى هذا الإطار أيضا نفهم وصول وزير الدولة بالخارجية الإماراتية للخرطوم أيضا ، فى زيارة خاطفة غير معلنة استغرقت ساعات ، التقى فيها الفريق البرهان ، وسلمه رسالة من الشيخ محمد بن زايد ، ولاندرى إلى اين وصلت جهود الإمارات لتقريب وجهات النظر بين الرجلين ، او لنقل تضييق شقة الخلافات. واهم ما جعل الخلافات تتصاعد بين الرجلين خروج حميدتي في خطاب موجه للشعب ، معترفا بخطأ الاشتراك في انقلاب 25 أكتوبر الذي أطاح بالحكومة المدنية وهو التحرك الذى يصر البرهان على تسميته إجراءات تصحيحية.وشكل موضوع إعادة انتشار قوات الدعم السريع فى دارفور ساحة للخلاف بين الرجلين أيضا ، فقد اشتدت الخلافات بين القيادات العسكرية للجيش والدعم السريع في بعض المناطق بدارفور بعد توجيهات بنشر القوات المشتركة السودانية- التشادية عقب ساعات من زيارة البرهان لانجمينا الشهر الماضى. وتلقت قوات الدعم السريع التي كانت منتشرة على الحدود خاصة في ولاية غرب دارفور ، تلقت توجيهات بالانسحاب وإزالة مناطق ارتكازها.وقيل إن قيادة الجيش رفضت نشر قوات الدعم السريع بشكل “انفرادي” دون التنسيق مع القوات المشتركة الموجودة حالياً في دارفور.وتحدث حميدتي في تصريحات صحفية خلال يناير الماضي عن إفشال محاولة لتغيير النظام في جمهورية أفريقيا الوسطى متهما جهات بتسليح وتوفير الأزياء لقوة عسكرية على حدود الولاية وهو ما فهمه البعض انه تعريض بالبرهان او مقربين منه. ويتهم ناشطون في دارفور قوات الدعم السريع بإدارة أنشطة تعدين في الشريط الحدودي مع تشاد وأفريقيا الوسطى بمعاونة قوات فاغنر الروسية.
سليمان منصور