الا رسول الله
ماكان يتوقع من دولة كالهند حيث يشكل المسلمون فيها نسبة معتبرة من عدد السكان لايمكن تجاوزهم او الاستهانة بهم والاساءة اليهم ، وحيث تقع فى محيط اسلامى واسع كايران وباكستان وبنغلاديش ، وحيث التداخل الكبير بين الهند و الدول الإسلامية ، ووجود أعداد كبيرة من المواطنين الهنود مغتربين بعدد من الدول الإسلامية وخصوصا منطقة الخليج ، وكون الهند موطن الديمقراطية العريقة وبلد المهاتما غاندى ، والى غير ذلك من الأسباب ، نقول ما كان لدولة كالهند وهى تتصف بهذه الأوصاف ان تتجرا على الإساءة لاحد اقدس الشخصيات عند الإنسانية ان لم يكن الأول قداسة وهو شخص النبى الاكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولنكن اكثر دقة وانصافا نقول ان الإساءة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لم تصدر من الهند كبلد ولا من حكومتها وإنما هى تصريحات صادرة عن المتحدثة باسم الحزب الحاكم في الهند نوبور شارما ، وهو امر مرفوض جملة وتفصيلا ولايمكن القبول به قط ولا السماح به وحسنا فعلت الحكومة الهندية باستنكارها التصريحات المسيئة للنبى الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لكن هذا لايكفى ولابد من خطوات حاسمة وحازمة وإجراءات رادعة تمنع مثل هذه الجاهلة من تكرار هذا الفعل المشين.
الكويتيون كانوا سابقين – كشعب – الى الانتصار لنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم إذ أزال متجر غذائي كبير في الكويت البضائع الهندية من على رفوفه ، فيما توالت الإدانات في العالم العربي ، يوم الإثنين ، احتجاجاً على التصريحات المسيئة للنبي الكريم.
وكان حزب “بهاراتيا جاناتا” الهندي علّق، الأحد، عضوية المتحدثة باسمه بسبب هذه التصريحات
واعتُبرت تصريحات شارما سبباً باندلاع صدامات في ولاية أوتار براديش الهندية، وطالبت منظمات إسلامية هندية عدة بتوقيفها.
وفى بيان للحزب قال أنّه يحترم جميع الأديان ويدين بشدة إهانة أي رموز دينية لأي دين”.
من جانبه قال المتحدث باسم حركة أنصار الله فى اليمن الاستاذ محمد عبد السلام إنّ الإساءة للنبي محمد وآله وإلى أزواجه “مدانة وغير مقبولة”.
واكد عبد السلام ان هذه الإساءة غير مقبولة وترتدّ على أصحابها وتمثل إفلاساً أخلاقياً لهم”، مؤكداً أنّ “مقام الأنبياء ورسالاتهم قضية واجبة الاحترام والتقديس من قبل كل الأمم والشعوب”.
ورفض الأزهر بشدة التصريحات
واصفا الإساءة بأنها بذاءة وجهل فاضح بعلم مقارنة الأديان وتاريخ الأنبياء والرسل
وقال بيان الأزهر الشريف ان التطاول وسوء الأدب هذا يكشف الجهل الفاضح بتاريخ الأنبياء والمرسلين وسيرتهم ، وكيف أنهم كانوا يمثلون القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق، وأن الله عصمهم من الوقوع في الرذائل وما تكرهه النفوس الطاهرة المستقيمة.
وحذر الأزهر من أن مثل هذا التصرف هو “الإرهاب” الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولي أن يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين.
ويؤكد الأزهر أن ما يلجأ إليه بعض المسؤولين السياسيين مؤخرًا من إساءة للإسلام وإلى نبيه الكريم ، نبيِّ العفة والأدب والطهارة، لكسب تأييدِ أصوات في انتخابات الأحزاب، وتهييج مشاعر أتباعهم ضد المسلمين – هو دعوة صريحة للتطرف وبث الكراهية والفتنة بين أتباع الأديان والعقائد المختلفة ، وهو أمر لا يصدر إلا من دعاة التطرف وأنصار الكراهية والفتنة ؛ وأعداء سياسة الحوار بين أتباع العقائد والحضارات والثقافات المختلفة.
ومرة أخرى؛ على العالم المتحضر اليوم أن يقف بالمرصاد لأمثال هؤلاء المتاجرين بالأديان والمقامرين بالقيم الإنسانية العليا في بورصة الانتخابات والسياسة.
سليمان منصور