الاغتيال لن يغيب قائدا شاملا ورمزا امميا
مخطئ من ظن ان الشهداء بارتحالهم يغيبون عن وجدان الناس ولايشكلون حضورا دائما في حياتهم فالشهداء أحياء حاضرون في كل السوح بل يقودون احبابهم الذين يمضون على نهجهم ويسيرون على طريقهم ، وهاهو الشهيد سليمانى ليس حاضرا فقط وسط تلامتذته ومحبيه وإنما يفرض وجوده بقوة على كل الساحات حتى ان اعداءه ليعيشون الرعب ولم يوفر لهم مقتله الأمان والراحة كما كانوا يتوهمون وإنما ظلوا في قلق دائم مركب والمحور يظل يؤكد دوما ان الانتقام للشهيد واقع لا محالة وانه مسألة وقت ليس الا مما جعل كل الجبهة المعادية للشهيد في اضطراب وقلق وحيرة وهذا بحد ذاته انتصار ناهيك عن ما سواه من إنتصارات كبري.
واذا أردنا ان نضيئ على بعض من سيرة الشهيد ومسيرته التى جعلت منه قائدا شاملا ورمزا أمنيا فلابد ان نعرف ان الشهيد كان متحركا في كل الجبهات يواجه المشروع الاستكبارى الأمريكي ومستخدميه باعتباره ابشع وأسوأ مشروع تواجهه البشرية.
وكل الشرفاء والاحرار اليوم في كل بقاع العالم يعاهدون الشهيد سليمانى ورهطه من الشهداء القادة ان مسيرة التصدي للاستكبار مستمرة ومتواصلة ، وان طريق النصر الذي خطه سليمانى ورفاقه سوف يثمر قريبا نصرا كبيرا ظاهرا واضحا للجميع بعد ان اتضحت صورته لكل ذى نظر.
جهود الشهيد سليمانى كانت على أكثر من صعيد فهو حاضر في الميدان وقائد عسكرى كبير وتأثيره واضح على الساحة التى يدخلها بل لم يخض الشهيد سليمانى معركة وخسرها ، وحتى شهادته الدامية في مطار بغداد كانت شكلا من أشكال النصر وقد ايقن اعداؤه اليوم انهم باستهدافهم له انما جعلوا منه أيقونة عظمى للجهاد والمقاومة ، وهاهم تلامذته وانصاره اليوم وفي كل الجبهات يستلهمون من سيرته العطاء والفداء ، وشكلت دماؤه وقود النصر الذى بات الان أمرا واقعا يشهد به الاعداء قبل الأصدقاء.
هذا القائد الجهادى الكبير والرمز العظيم والذي اطلق عليه تلامذته واحباؤه وصف سيد شهداء المحور وقال في حقه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاستاذ اسماعيل هنية انه شهيد القدس ، هذا الوصف كان ينظر الى شخصية الشهيد من خلال زاوية الجهاد والمقاومة ، لكن ما لا ينظر له كثيرون ان الشهيد كان قائدا سياسيا استراتيجيا بل كان احد أبرز القادة السياسيين الاستراتيجيين فهو حلقة الوصل ووسيلة الربط بين الفصائل في المحور ، وهو الذي تحول من حالة الرمزية الوطنية إلى حالة الرمزية الاممية من بوابة فلسطين التى تمثل اليوم رمز العدل والحق.
وهاهو الشهيد سليمانى ينجح في تضييق دوائر الشقاق بين المقاومين الفلسطينيين الذين قال لهم كثيرا يجب أن توحدوا جهودكم وترصوا صفوفكم وتصبحوا أكثر قوة وأعظم تأثيرا حتى تحقيق النصر وهو حليفكم ان شاء الله ، ويقول الفلسطينيّون ان الشهيد كان يقول لهم نحن ندعمكم لأننا نؤمن بعدالة قضيتكم ونثق بأنكم منتصرون ولانريد منكم الا ان تجتهدوا في المقاومة وتتركوا اى خلاف فهدفكم واحد وعدوكم واحد وبالوحدة تتحقق القوة وياتى النصر ، والنظر للشهيد من هذه الزاوية يوضح كيف هو متعدد الصفات والاهتمامات.
وشهد له الافغان والعراقيون بحرصه على معالجة اى سبب يفرقهم ، وانه كان مهموما بقضيتهم ، عاملا على نصرتهم ، ساعيا لنجاحهم وهو القائد الشامل.
سليمان منصور